وقلت له: قم يا دكتور خذ زوجتك وارجع إلى بيت الزوجية السعيد.
الطلاق لم يقع يا دكتور. أجل الطلاق لم يقع.
الطلاق ليس كلمة تخرج من فم إنسان منفعل لا يدري ماذا يقول؟
روت السيدة عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لا طلاق في إغلاق"
قال أبو داود: الإغلاق الغضب الشديد (أعلام الموقعين جـ ٤ ص ٤٢)
وإذا كان طلاق السكران لا يقع حتى تكون عقوبة لها من غير ذنب فطلاق الغضبان عند إغلاق العقل لا يقع.
وعلماء الإسلام هم الذين يجدون الطلاق الذي يقع والذي لا يقع.
وسيدنا موسى - عليه السلام - عند غضبه على بني إسرائيل ألقى التوراة التي كتبها الله بيده في الألواح. فلما سكت عنه الغضب أخذ الألواح.
والرجل الذي فقد ناقته في الصحراء وتيقن الموت والهلاك. ثم نام فاستيقظ فرأى الناقة فأراد أن يشكر الله فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك. لم يؤاخذه الله على سبق لسانه.
الطلاق لم يقع يا دكتور فالطلاق عزيمة
[كلمات للأئمة في طلاق الغضبان]
بعد أن عرضت على القارئ الكريم قصة الطبيب العراقي وزوجته والتي سبق أن نشرتها بمجلة "رسالة الأزهر" نأتي إلى بعض الأحكام الفقهية في الموضوع.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق" رواه أبو داود.
وقال: الإغلاق أظنه الغضب (عون المعبود حـ ٦ صـ ٢٦١
وكثير من الناس في أيامنا تخالط المخدرات والمهدئات دمهم وأكثر منهم من يؤثر هموم العيش وتكاليف الحياة والسعي في طلب الكماليات في أعصابه مما يجعل الانفلات في الكلام لا يحكمه قصر. ولا يقول ما يريد.
وهؤلاء يدخلون في حكم الإغلاق رحمة بأطفالهم ونسائهم. بل ورحمة بهم لأن الطلاق - كما ذكرت. عزيمة وليس كلمة طائشة تنفلت من اللسان.