فيحكمون على الطلاق بالوقوع. وعلى البيت بالخراب، وعلى الأولاد بالشتات لمجرد كلمة تخرج من الأب في ساعة انفعال كلمة يعرف معناها ولكنه لا يدرك - ساعتها - أبعادها كما أنني لست مع الذين لا يوقعون الطلاق الكامل الأركان، المستوفى الشروط، الصادر من عقل كامل لمجرد أنه في غير ساحة القضاء - كما يحدث في بعض البلاد.
وأرجو الله أن يوفق المجتهدين من علماء الفقه والفقه المقارن أن يجتهدوا في هذه الأمور فإن الجموع البشرية الأن تختلف عنها منذ نصف قرن، فكيف بأيام أئمتنا المجتهدين - رضي الله عنهم -.
لقد قرأت كتاباً يدرس في إحدى كليات الشريعة في بلد عربي لا يكاد مؤلفه يسمع كلمة (ط ل ق) حتى يوقع الطلاق. حتى قال بالحرف الواحد: لو قال: الحقي بأهلك وقع الطلاق لأنه كناية عن الطلاق. صحيح أنا لست من أهل الاجتهاد، ولم أبلغ نصابهم.
ولكنني زوج وأب وبشر قد ينفعل وقد يخطئ.
والذي أؤمن به أن الطلاق كما أن الزواج عزيمة {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}(٢٣٥ سورة البقرة)
فالزواج عزيمة
بحث عن الزوجة. وخطبة لها، واتفاق مع وليها، وصداق ثم زفاف. والطلاق عزيمة كذلك