الخطاب، وبها يَحْصُل التفاهمُ، فإذا عُرِفَتْ تَرَتَّبَتْ المعاني عليها، فكانَ الاهتمامُ ببيانها أولى. ويُقسِّم بعد ذلك الألفاظَ إلى: مُفرَدَةٍ ومُرَكَّبَةٍ، ويرى أنَّ مَعرِفَةَ المُفرَدَةِ مُقَدَّمةٌ على معرفةِ المُرَكَّبَةِ؛ ويُقسِّمُ الألفاظَ المُفردَةَ إلى قسمين: خاص، وعام.
أمَّا العامُّ فهو: ما يشتركُ في معرفتِه جُمهورُ أهلِ اللسانِ العربي، ممَّا يدورُ بينهم في الخطاب، وتناقلوه.
وأمَّا الخاصُّ فهو: ما ورد فيه من الألفاظ اللغوية والكلماتِ الغريبة التي لا يَعرفُهَا إلا مَنْ عُنيَ بها، فكان الاهتمامُ بمعرفة هذا النوع الخاص مِنْ الألفاظِ أهمَّ ممَّا سواه، إذْ الحاجةُ إليه ضَرورِيَّةٌ في البيان …
ثم تحدَّثَ ابنُ الأثير (١) عن أوَّلَ مَنْ جمعَ في هذا الفن: أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنى، والمؤلَّفات بعده، مع تعليقات عليها موجزة، وينتقدُ بعضَ مناهِجَها في الشمول والترتيب، وغيره.
ثم ذكر اعتمادَه على كتابَيْن:«الغريبين» للهروي، و «المجموع المغيث» لأبي موسى المديني، مع الترتيب و الإضافة عليهما.
ونبَّهَ ابنُ الأثير القارئَ على أنَّ ما اقتبسَه مِنْ كتاب الهرَوي مَيَّزَهُ بالحرف «هـ» بالحمرة، وما اقتبسه من كتاب أبي موسى ميَّزَه بالحرف «س»،