الرابعة: استقلال الحافظ ابن كثير في نقده للأحاديث ويتضح ذلك من تعقباته الكثيرة لمن سبقه، وبيان وجهة نظره بتجرد مع احترامه الشديد للعلماء والأئمة في هذا المجال مع الدعاء لهم بالرحمة، ومن الأمثلة على ذلك:
تعقب القاضي عياض، انظر الحديث رقم (٣٨٦).
تعقب الترمذي، انظر الأحاديث رقم (٣٩٩، ٨٧٩).
تعقب ابن جرير الطبري والحاكم، انظر الأحاديث رقم (٢٩، ٤٠٦، ٥٠٢، ٦٦٦).
تعقب أبي زرعة الرازي، انظر الحديث رقم (٥٢٧).
تعقب أبي بكر بن شيبة، انظر الحديث رقم (٦١٧).
تعقب ابن حزم، انظر الحديث رقم (٧٢٤).
تعقب الإمام محمد بن نصر، انظر الحديث رقم (٨٤١).
وفي هذا تربية عملية على أدب الحوار، والخلاف مع الآخرين، والحرص على بيان الحق مع الحفاظ على مكانة المخالف وعدم إسقاطه وبقاء الود والمحبة وبخاصة إذا كان من أهل السنة والجماعة، وهذا الخلق نحن في أشد الحاجة إليه الآن وبخاصة مع تصاعد (ظاهرة) الجرح والتعديل للعلماء وطلبة العلم، وتصيد أخطائهم والتشهير بهم، بل والتحذير منهم بدعوى النصيحة!
الخامسة: حرص الحافظ ابن كثير على بيان ضعف الحديث، وذكر السبب الذي من أجله حكم عليه بالضعف، سواء كان ذلك في السند أو في المتن، وترى ذلك واضحاً بقراءة مئات الأمثلة من هذا الكتاب.
* أحياناً يفصل تفصيلاً جميلاً بغير تطويل، ومن الأمثلة على ذلك الأحاديث رقم (٣٥٣، ٣٩٠).
* أحياناً ينقد المتن ويرده لمخالفته للقرآن، أوالأحاديث الصحيحة، أوالتاريخ ومن الأمثلة على ذلك الأحاديث رقم (٤١١، ٥٠٦، ٥٠٧، ٥١٢، ٥١٧، ٦٨٦، ٧٢٩، ٧٣٧، ٨٧٩).