للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففَتَّه وذكر نحو ما تقدم.

وهذا منكر؛ لأن السورة مكية، وعبد الله بن أبي بن سلول إنما كان بالمدينة. وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أُبي بن خلف، أو [في] العاص [بن وائل]،أو فيهما، فهي عامة في كل مَنْ أنكر البعث. والألف واللام في قوله: {أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ} للجنس، يعم كل منكر للبعث. (يس: ٧٧)

[سورة الصافات]

٦٨٥ - عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتلا هذه الآية {عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ينظر بعضهم إلى بعض. حديث غريب (١). (الصافات: ٤٤)

٦٨٦ - عن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي، وبين أن أختبئ شفاعتي، فاختبأت شفاعتي، ورجوت أن تكفر الجَمْ لأمتي، ولولا الذي سبقني إليه العبد الصالح لتعجلت فيها دعوتي، إن الله لما فرج عن إسحاق كرْبَ الذبح قيل له: يا إسحاق، سل تعطه. فقال: أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان، اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له وأدخله الجنة".

هذا حديث غريب منكر (٢). وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث، وأخشى أن يكون في الحديث زيادة مُدْرَجَة، وهي قوله: "إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق" إلى آخره، والله أعلم. فهذا إن كان محفوظا فالأشبه أن السياق إنما هو عن "إسماعيل"، وإنما حرفوه بإسحاق؛ حَسَدًا منهم كما تقدم، وإلا فالمناسك والذبائح إنما محلها بمنى من أرض مكة، حيث كان إسماعيل لا إسحاق [عليهما السلام]،


(١) قال ابن أبي حاتم في العلل حديث رقم (٢٥٩٨): (فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، فِي إِسْنَادِهِ مَجْهُولُونَ).راجع تخريجه بإسناد آخر في الضعيفة للألباني حديث رقم (٢٦٥٧).
(٢) وذكره ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢١٩) وقال: "سألت أبي، فقال: هذا حديث منكر".

<<  <   >  >>