شعراء. فتلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قال: "أنتم"، {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} قال: "أنتم"، {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال: "أنتم".
رواه ابن أبي حاتم. وابن جرير، من رواية ابن إسحاق.
وقد روى ابن أبي حاتم أيضا ... أن حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة أتيا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نزلت:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} يبكيان، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يقرؤها عليهما:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} حتى بلغ: {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، قال:"أنتم".
وقال أيضًا: ... عن عروة قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إلى قوله: {يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، قد علم الله أني منهم. فأنزل الله:{إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلى قوله: {ينقلبون}.
وهكذا قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وزيد بن أسلم، وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم. ولا شك أنه استثناء، ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية [في] شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر، ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم، ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، حتى يدخل فيه مَنْ كان متلبسًا من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب، ورجع وأقلع، وعمل صالحًا، وذكر الله كثيرًا في مقابلة ما تقدم من الكلام السيئ، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه. (الشعراء: ٢٢٧)
[سورة النمل]
٦١٦ - عن ابن بُرَيدة، عن أبيه قال: كنت أمشي مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "إني أعلم آية لم تنزل على نبي قبلي بعد سليمان بن داود" قال: قلت: يا رسول الله، أي آية؟ قال:"سأعلمكها قبل أن أخرج من المسجد". قال: فانتهى إلى الباب، فأخرج إحدى قدميه،