للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة التفسير]

١ - عن جُنْدب أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ".

وقد روى هذا الحديث أبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث سهيل بن أبي حزم القُطعي (١)، وقال الترمذي: غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل. وفي لفظ لهم: "من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ" أي: لأنه قد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرمًا ممن أخطأ، والله أعلم. (المقدمة)

٢ - عن إبراهيم التَّيْمِي؛ أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: ٣١]، فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني؟ إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.

منقطع (٢) (المقدمة)

٣ - عن عائشة، قالت: ما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفسر شيئًا من القرآن إلا آيا تُعد، علمهن إيَّاه جبريل، عليه السلام.


(١) قال المحدث أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيقه للطبري (١/ ٧٩): (في المطبوعة "سهيل بن أبي حزم"، وهو نفسه "سهيل أخو حزم". وإنما قيل "سهيل أخو حزم" تعريفًا له بأخيه "حزم بن أبي حزم القطعي"، إذ كان أوثق منه وأشهر. و "سهيل" هذا قال البخاري في التاريخ الكبير: "ليس بالقوي عندهم"، وروى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه، قال: "سهيل بن أبي حزم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وحزم أخوه أتقن منه". وفي المطبوعة أيضًا "أبو عمران الجويني"، وهو خطأ، وأبو عمران هو: عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري).وضعفه الألباني - رحمه الله - في ضعيف الجامع ح (٥٧٣٦).
(٢) قال الحافظ ابن كثير أيضا في تفسير سورة عبس الآية: (٣١): (وهذا منقطع بين إبراهيم التيمي والصديق). وضعفه ابن تيمية في أصول التفسير (١٠٨)، وابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٧١). انظر: تفسير ابن كثير تحقيق الحويني (١/ ١٢٦)، الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لأبي شهبة (٧٧ - ٨١).

<<  <   >  >>