يَعْدِلُونَ} [الأعراف: ١٨١] يعني: أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا حديث غريب جدًا من هذا الوجه وبهذا السياق. وحديثُ افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مَرْوي من طرق عديدة، وقد ذكرناه في موضع آخر. (المائدة: ٦٦)
٣٠٩ - عن عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة [رضي الله عنها] قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْرَس حتى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} قالت: فأخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه من القُبَّة، وقال:"ياأيها الناس، انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل".
وهكذا رواه الترمذي ... ثم قال: وهذا حديث غريب.
وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه، من طرق مسلم بن إبراهيم، به. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وكذا رواه سعيد بن منصور، عن الحارث بن عُبَيد أبي قدامة [الأيادي] عن الجُرَيري، عن عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة، به.
ثم قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا عن الجُرَيري، عن ابن شقيق قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرس. ولم يذكر عائشة.
قلت: هكذا رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وابن مردويه من طريق وُهَيْب كلاهما عن الجُرَيري، عن عبد الله بن شقيق مرسلا، وقد روى هذا مرسلا عن سعيد بن جبَيْر ومحمد بن كعب القُرَظي، رواهما ابن جرير والربيع بن أنس رواه ابن مردويه. (المائدة: ٦٧)
٣١٠ - عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه، حتى نزلت:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فذهب ليبعث معه، فقال:"يا عم، إن الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث". وهذا حديث غريب وفيه نكارة فإن هذه الآية مدنية، وهذا الحديث يقتضي أنها مكية. (المائدة: ٦٧)
٣١١ - عن ابن عباس قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحرس، فكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه، حتى نزلت عليه هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} قال: فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه، فقال:"إن الله قد عصمني من الجن والإنس".ورواه الطبراني ...
وهذا أيضا غريب. والصحيح أن هذه الآية مدنية، بل هي من أواخر ما نزل بها، والله أعلم. (المائدة: ٦٧)