يعني بجزم السين، ونصب التاء، ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (الأنعام: ١٠٥)
٣٥٠ - عن محمد بن كعب القُرَظِي قال: كلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قريشًا، فقالوا: يا محمد، تخبرنا أن موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة، فأتنا من الآيات حتى نصدقك. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أي شيء تحبون أن آتيكم به؟ ". قالوا: تجعل لنا الصفا ذهبا. فقال لهم:"فإن فعلت تصدقوني؟ ". قالوا: نعم، والله لئن فعلت لنتبعك أجمعين. فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو، فجاءه جبريل، عليه السلام، فقال له: لك ما شئت، إن شئت أصبح الصفا ذهبا، ولئن أرسل آية فلم يصدقوا عند ذلك ليعذبنهم، وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول الله [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بل يتوب تائبهم". فأنزل الله:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} إلى قوله [تعالى]{يَجْهَلُونَ}. وهذا مرسل وله شواهد من وجوه أخر. (الأنعام: ١٠٩)
٣٥١ - عن قتادة في قوله [تعالى]{شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ} قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين، يوحي بعضهم إلى بعض، قال قتادة: وبلغني أن أبا ذر كان يوما يصلي، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَعَوَّذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن". فقال: أو إن من الإنس شياطين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم".
وهذا منقطع بين قتادة وأبي ذر
وقد روي من وجه آخر عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال ابن جرير: ... عن ابن عائذ، عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجلس قد أطال فيه الجلوس، قال، فقال: "يا أبا ذر، هل صليت؟ ". قال: لا يا رسول الله. قال: "قم فاركع ركعتين". قال: ثم جئت فجلستُ إليه، فقال: "يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ ". قال: قلت: لا يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: "نعم، هم شر من شياطين الجن".
وهذا أيضا فيه انقطاع وروي متصلا ... - ثم ساق ابن كثير طرق الحديث وقال: - فهذه طرق لهذا الحديث، ومجموعها يفيد قوته وصحته، والله أعلم. (الأنعام: ١١٢)
٣٥٢ - بما رواه أبو داود في المراسيل، من حديث ثور بن يزيد، عن الصلت السدوسي