أبي بكر قال أبو هريرة: ثم أتبعنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة، وأبو بكر على الموسم كما هو، أو قال: على هيئته.
وهذا السياق فيه غرابة، من جهة أن أمير الحج كان سنة عمرة الجِعرَّانة إنما هو عَتَّاب بن أسيد، فأما أبو بكر إنما كان أميرًا سنة تسع. (التوبة: ٣)
٤٢٠ - عن علي، رضي الله عنه، قال: لما نزلت عشر آيات من "براءة" على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم". فلحقته بالجُحْفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، نزل في شيء؟ فقال: "لا ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك".
هذا إسناد فيه ضعف.
وليس المراد أن أبا بكر، رضي الله عنه، رجع من فوره، بل بعد قضائه للمناسك التي أمره عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما جاء مبينا في الرواية الأخرى. (التوبة: ٣)
٤٢١ - وقد ورد فيه حديث مرسل رواه ابن جُرَيْج: أخبرت عن محمد بن قيس بن مَخْرَمة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب يوم عرفة، فقال: "هذا يوم الحج الأكبر" وروي من وجه آخر عن ابن جريج، عن محمد بن قيس، عن المِسْوَر بن مخرمة، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه خطبهم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإن هذا يوم الحج الأكبر".
(التوبة: ٣)
٤٢٢ - وقال الحافظ أبو بكر البزار: ... قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته، لا يشرك به، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راض، وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم، قبل هَرْج الأحاديث واختلاف الأهواء". وتصديق ذلك في كتاب الله:{فَإِنْ تَابُوا} يقول: فإن خلعوا الأوثان وعبادتها {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} وقال في آية أخرى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}
ثم قال البزار: آخر الحديث عندي والله أعلم: "فارقها وهو عنه راض"،