يستأخرون، فإذا سجدوا نظروا إليها من تحت أيديهم؛ فأنزل الله:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَاخِرِينَ}
وكذا رواه أحمد وابن أبي حاتم في تفسيره، ورواه الترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننيهما وابن ماجة من طرق عن نوح بن قيس الحُداني وقد وثقه أحمد وأبو داود وغيرهما، وحكي عن ابن معين تضعيفه، وأخرج له مسلم وأهل السنن.
وهذا الحديث فيه نكارة شديدة، وقد رواه عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك وهو النكري أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله:{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} في الصفوف في الصلاة {وَالْمُسْتَاخِرِينَ}. فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر، وقد قال الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس (١) والله أعلم. (الحجر: ٢٤)
٤٨١ - وقد روى ابن جرير هاهنا أثرًا غريبًا عجيبًا ... عن ابن عباس قال: لما خلق الله الملائكة قال: إني خالق بشرًا من طين، فإذا سويته فاسجدوا له. قالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم، ثم خلق ملائكة فقال لهم مثل ذلك، [فقالوا: لا نفعل. فأرسل عليهم نارًا فأحرقتهم. ثم خلق ملائكة أخرى فقال: إني خالق بشرًا من طين، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له فأبوا، فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم. ثم خلق ملائكة فقال: إني خالق بشرا من طين، فإذا أنا خلقته فاسجدوا له] قالوا: سمعنا وأطعنا، إلا إبليس كان من الكافرين الأولين.
وفي ثبوت هذا عنه بعد، والظاهر أنه إسرائيلي، والله أعلم. (الحجر: ٣٣)
٤٨٢ - روى القاسم، عن أبي أمامة قال: يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن، حتى إذا توافوا وتقابلوا نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل، ثم قرأ:{وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}. هكذا في هذه الرواية، والقاسم بن عبد الرحمن - في روايته عن أبي أمامة - ضعيف. (الحجر: ٤٧)
٤٨٣ - عن مصعب بن ثابت قال: مر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ناس من أصحابه يضحكون،
(١) سنن الترمذي برقم (٣١٢٢) وعبارته: "وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح". وراجع الصحيحة ح (٢٤٧٢) للألباني فله رأي آخر.