للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمره بذلك. (١)

فهذه سُنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إمامًا في القراءات، فأما في الحديث فقد ضَعَّفَه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث. لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السنة. وهذا يقتضي صحة هذا الحديث ...

وذكر الفراء في مناسبة التكبير من أول سورة "الضحى": أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفتر تلك المدة [ثم] جاءه الملك فأوحى إليه: " وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السورة بتمامها، كبر فرحًا وسرورًا. ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف، فالله أعلم. (٢) (الضحى)

٨٧٥ - الأسود بن قيس، أنه سمع جندبًا يقول: رمي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحجر في أصبعه فقال: هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت?

قال: فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم، فقالت له امرأة: ما أرى شيطانك إلا قد تركتك فنزلت: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} والسياق لأبي سعيد.

قيل: إن هذه المرأة هي: أم جميل امرأة أبي لهب، وذكر أن إصبعه، عليه السلام، دميت. وقوله - هذا الكلام الذي اتفق أنه موزون - ثابت في الصحيحين (٣) ولكن الغريب هاهنا جعله سببًا لتركه القيام، ونزول هذه السورة. (الضحى: ١)

٨٧٦ - عن عبد الله ابن شداد: أن خديجة قالت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أرى ربك إلا قد قلاك. فأنزل الله: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ...

عن هشام بن


(١) ورواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (١/ ١٤٥) ثم قال: "هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي، قال أبو حاتم: هذا منكر".
(٢) والصواب أن هذا مما لم يصح فيه شيء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن صحابته، رضي الله عنهم، وما روى فيها مما لا تقوم به الحجة. انظر مرويات دعاء ختم القرآن للشيخ بكر أبو زيد (ص٦).
(٣) صحيح البخاري برقم (٢٨٠٢) وصحيح مسلم برقم (١٧٩٦).

<<  <   >  >>