الطريق وغوائل النفوس، صاحب نسبة قوية، وإفاضات قدسية، وجذبة إلهيّة، نفع الله به خلقًا كثيرًا.
وخرَّج على يده جمعًا من العلماء والمشايخ، ونبغت بتربيته جماعة من أهل التربية والإِرشاد، وأجرى على يدهم الخير الكثير في الهند وغيرها في نشر العلوم الدينية، وتصحيح العقائد، وتربية النفوس، والدعوة والإِصلاح، من أجلهم: العلَّامة الكبير الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي، وشقيقه المصلح الكبير الشيخ محمد إلياس بن إسماعيل الكاندهلوي الدهلوي صاحب الدعوة المشهورة المنتشرة في العالم، والمحدِّث الجليل الشيخ محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي السهارنفوري، صاحب "أوجز المسالك" و"لامع الدراري" والمؤلَّفات المقبولة الكثيرة، والشيخ عاشق إلهي الميرتهي، وغيرهم.
كان جميلًا وسيمًا، مربوع القامة، مائلًا إلى الطول، أبيض اللون، تغلب فيه الحمرة، نحيف الجسم، ناعم البشرة، أزهر الجبين، دائم البشر، خفيف شعر العارضين، يحبّ النظافة والأناقة، جميل الملبس، نظيف الأثواب في غير تكلّف أو إسراف، وكان رقيق الشعور، ذكيّ الحسّ، صادعًا بالحق، صريحًا في الكلام في غير جفاء، شديد الاتِّباع للسُّنَّة، نفورًا عن البدعة، كثير الإِكرام للضيوف، عظيم الرفق بأصحابه، يحبّ الترتيب والنظام في كل شيء، والمواظبة على الأوقات، مشتغلًا بخاصة نفسه، وبما ينفع في الدِّين، متنخِّيًا عن السياسة مع الاهتمام بأمور المسلمين، والحمية والغيرة في الدين، حجَّ سبع مرّات، آخرها في شوال سنة أربع وأربعين من الهجرة.
له من المصنَّفات:"المهنّد على المفنّد"، و"إتمام النِّعَم على تبويب الحكم"، و"مطرقة الكرامة على مرآة الإِمامة" و"هدايات الرشيد إلى إفحام العنيد" كلاهما في الردّ على الشّيعة الإِماميّة، و"بذل المجهود في شرح سنن أبي داود".