للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهمزة (١).

أبو بكر وابن عامر {وَإِنْ تَكُن} [١٣٩] بالتاء والباقون بالياء (٢).

ابن كثير وابن عامر: {مَيْتَةٌ} [١٣٩] بالرفع، والباقون بالنصب (٣).

{الَّذِينَ قَتَلُوا} [١٤٠]: قد ذُكر (٤).


(١) قرأ ابن عامر: {وكَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلُ أَوْلَادَهم شُرَكَائِهِم} ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول به، وقد ضعف كثير من النحويين هذه القراءة -أي الفصل-، ووصفوه بأوصاف القبح والرداءة، حتى قال الزمخشري: "والذي حمله على ذلك: أنه رأى في بعض المصاحف {شُرَكَائِهم} مكتوبا بالياء، ولو قرأ بجر الأولاد والشركاء لوجد مندوحة" وكذلك أنكرها الطبري والفرّاء والزجّاج وغيرهم. وهذا غلطٌ منهم، كيف وابن عامر - رحمه الله - تابعي جليل، عربي المنشأ والأصل، وقد قرأ على الصحابة. ويكفي أنه قرأ القرآن بسند، فالتواتر حجة، وينبغي أن تكون القراءة حجة على غيرها، أضف إلى أنه قد أجازها ابن مالك وابن هشام وأبو حيان وغيرهم. وإذا كان المضاف مصدرا والمضاف إليه فاعله والفاصل إما مفعول له كقراءة ابن عامر أو ظرفه كقول بعضهم: "تركُ نفسِك وهواها" وهذا الفصل جائر في السعة. قال ابن الجزري -رحمه الله-: "والحق غير ما قاله الزمخشري، ونعوذ بالله من قراءة القرآن بالرأي والتشهي، وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل! ؟ ، بل الصواب جواز مثل هذا الفصل في الفصيح الشائع الذائع اختيارا، ولا يخفى ذلك بضرورة الشعر، ويكفي ذلك دليلا، هذه القراءة الصحيحة التي بلغت التواتر، وقارئها ابن عامر من كبار التابعين الذي أخذ عن الصحابة كعثمان وأبي الدرداء، وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب، فكلامه حجة، وقولُه دليل؛ لأنه كان قبل أن يوجد اللحن". وانظر: النشر ٢/ ٢٦٣ وما بعدها. والجامع ل ٢٢٦/ب. والسبعة ص ٢٧. والمبسوط ص ١٧٥. والتذكرة ٢/ ٣٣٥. وتفسير الطبري ٥/ ٣٥٣ .. والكشاف ٢/ ٧٠. ومعاني القرآن للفراء ٢/ ٣٥٧. وأوضح المسالك ٣/ ١٥٨.
(٢) انظر: النشر ٢/ ٢٦٥. والجامع ل ٢٢٧/أ. والسبعة ص ٢٧٠. والتذكرة ٢/ ٣٣٦.
(٣) انظر: النشر ٢/ ٢٦٦. والجامع ل ٢٢٧/أ. والتذكرة ٢/ ٣٣٦.
(٤) في آل عمران: الآية: ١٩٥.

<<  <   >  >>