للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنون (١).

واختلفوا في الاستفهامين إذا اجتمعا، نحو قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [٥]، و {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} (٢) و {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (٣) وشبهه، وجملته أحد عشر موضعا (٤) فكان نافع والكسائي يجعلان الأول منهما استفهاما، والثاني خبرا، ونافع يجعل الاستفهام بهمزة وياء بعدها (٥)،

ويدخل قالون بينهما ألفا والكسائي يجعله بهمزتين، وخالف نافع أصله هذا في النمل والعنكبوت، فجعل الأول منهما خبرا، والثاني استفهاما، وخالف الكسائي أيضا أصله في العنكبوت خاصة، فجعلهما جميعا استفهاما، وزاد في النمل نونا في الخبر، فقرأ: {ءَإِنَّنا لَمُخْرَجُونَ} بنونين، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالجمع بين الاستفهامين بهمزة وياء في جميع القرآن، وابن كثير لا يمد بعد الهمزة، وأبو عمرو يمد، وخالف ابن كثير أصله في موضع واحد في العنكبوت، فجعل الأول منهما خبرا، وقرأ عاصم وحمزة بالجمع بين الاستفهامين بهمزتين حيث


(١) انظر: النشر ٢/ ٢٩٧. والسبعة ص ٣٥٧. والمبسوط ص ٢١٣. والتذكرة ٢/ ٣٨٦. والتبصرة ص ٥٥٢.
(٢) الآية: ١٦ من سورة الصافات. و ٤٧: من سورة الواقعة. ولقد سقطت كلمة {وَعِظَامًا} من جميع النسخ إلا (ب).
(٣) الآية: ١٠ من سورة السجدة.
(٤) في هذه السورة: ٥. والإسراء: ٤٩، ٩٨، موضعان. وفي المؤمنون: ٨٢. وفي النمل: ٦٧. والعنكبوت: ٢٨، ٢٩. وفي السجدة: ١٠. وفي الصافات موضعان: ١٦، ٥٣. وفي الواقعة: ٤٧. والنازعات: ١٠، ١١.
(٥) يريد بالياء: همزة ملينة بين الهمزة والياء، فجرت عبارته على المسامحة في التعبير عن الهمزة المسهلة باسم الحرف المسهل إليه. انظر: الدر النثير ٤/ ٢٥٢ ..

<<  <   >  >>