للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم بيَّن أنهم فروا من تشبيهه بالموجودات والمعدومات؛ فوقعوا في شرٍّ من ذلك، ألا وهو: التشبيه بالممتنعاتِ، فالموجودُ أكملُ من المعدومِ، والمعدومُ الممكنُ أكملُ من المعدومِ الممتنعِ؛ إذ المعدوم قد يكون ممكناً، وقد يكون ممتنعاً، فكلُّ ممتنعٍ معدومٌ، وليس كلُّ معدومٍ ممتنعاً، فسلبُ النقيضين؛ كجمع النقيضين، كلاهما ممتنع.

وقد جرَّهم هذا المذهب الباطل الذي خالفوا فيه كتاب الله وسنة رسوله ؛ إلى تحريف نصوص الوحيين.

والمقصود بالتحريف هنا: التحريف المعنوي.

وتحريف الباطنية للنصوص الشرعية شرُّ أنواع التحريف، فإنه ليس عليه أي دليل؛ بل هو صرف للنص الشرعي عن ظاهره دون أي دليل ولا قرينة، فهو مِنْ باب اللعب بمعاني الألفاظ الشرعية، كتحريفهم معنى قول الله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان (١٩)[الرحمن]، قالوا: «علي وفاطمة» (١)، وفي قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب (١)(٢)، قالوا: «أبو بكر وعمر»، وهكذا تحريفهم لمعاني الشرائع (٣).


(١) انظر من تفاسير الرافضة: «التفسير الصافي» ٥/ ١٠٩، و «الميزان في تفسير القرآن» ١٩/ ١٠٣، واستدل به الرافضي ابن المطهر في «منهاج الكرامة» - كما في «منهاج السنة» ٧/ ٢٤٤ - وردَّ عليه شيخُ الإسلام.
(٢) أي: «هما يدا أبي لهب»!، حكاه عنهم شيخ الإسلام في: «مقدمة في أصول التفسير» ص ٢٢٠، و «رسالة في علم الظاهر والباطن» ص ٢٣٧، و «شرح الأصبهانية» ص ٥٢٦.
(٣) سيأتي بيان تحريفهم في ص ٢٣١.

<<  <   >  >>