و (الإضافة)، و (التخصيص)، و (التقييد): تنويع في التعبير؛ لأن (الإضافة) تتضمن «تقييداً»، و (التقييد) فيه «تخصيص».
وبهذا يعلم أنه لا يلزم من الاشتراك بالاسم العام تماثل المسميين المتغايرين في خصائصهما.
ويضرب الشيخ لذلك مثلاً بوجود «العرش» و «البعوضة»، ف «العرش» موجود، و «البعوضة» موجودة، ولا يلزم من وصف كل منهما بالوجود، أن يكونا متماثلين، بل لكلٍّ منهما وجود يخصه ويناسبه، وإن كانا متفقين في مسمى الاسم المطلق والمعنى العام المشترك للفظِ الوجود الذي لا وجود له في الخارج، وإنما يوجد في الذهن.
فالاشتراك بين «العرش» و «البعوضة» إنما هو في مسمى الوجود العام الكلي المشترك، الذي لا يوجد إلا في الذهن.
أما في الخارج فلا اشتراك بينهما، فليس في الخارج شيء اشتركا فيه.
ف «للعرش» وجود يخصه، و «للبعوضة» وجود يخصها، واسم الوجود حقيقة في كلٍّ منهما، كما هو حقيقة في كلِّ موجود.
وإذا لم يلزم من اتفاقِ «العرش»، و «البعوضة» في مسمى (الشيء) و (الوجود) عند «الإطلاق» تماثلُ مسماهما - أي: تماثل مسمى «الشيء»، و «الوجود» في «البعوضة»، و «العرش» - عند (الإضافة)، و (التخصيص)، و (التقييد)، وهذا بينَ مخلوقٍ ومخلوق؛ فمن باب أولى ألَّا يلزم ذلك بين الخالق والمخلوق.