للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى: (بائن من خلقه) أنه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته.

فالمتحيز؛ إما أن يُراد به: ما تحيط به الأحياز؛ وهو: الدخول في العالم والمخلوقات.

وإما أن يُراد به: المنحاز الخارج عن العالم.

فإن أريد المعنى الأول؛ فهو باطل في حق الله تعالى؛ لأنه تعالى خارج العالم، وليس حالاً في مخلوقاته.

وإن أريد به المعنى الثاني؛ فهو حق، لكن التعبير بهذا اللفظ: خطأ، لما سبق من أنه محدث ومحتمل.

وإن أريد به المعنيان جميعاً؛ فهو باطل (١)، وهو كقول من قال: «إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه»، وقد سبق بيان ذلك في آخر «القاعدة الأولى» (٢).

ومثل لفظ (الجهة) و (التحيز) باقي الألفاظ المحدثة المجملة المحتملة ك «الجسم»، و «التركيب»، ونحو ذلك.

* * *


(١) «درء تعارض العقل والنقل» ٥/ ٥٥، و «منهاج السنة» ٢/ ٣٥٠ و ٥٥٥، و «بيان تلبيس الجهمية» ٣/ ٣٠٥ و ٦٠٧، و «مجموع الفتاوى» ٥/ ٢٦٤، و «تفسير سورة الإخلاص» ص ٣٤٣.
(٢) ص ٢٨٦.

<<  <   >  >>