ويُشعر بالاستقلالية المتضمنة لتعدد القدماء، الأمر الذي خاف منه المعتزلة.
فالمسألة هنا لفظية.
* والمذهب الثالث في ذلك أوسع؛ وهو: مَنْ لا يرى حرجاً في إطلاق القول بأن الله تعالى قديم وصفاته قديمة، والله وصفاته قديمان، ولا يقتضي ذلك أن الذات المجردة عن الصفات موصوفة بالقِدم، لأن الذات المجردة لا وجود لها، فضلاً عن أن توصف بالقِدم، أو أن تختص بالقِدم.
فإذا قلنا:«الله قديم»، أي: الله تعالى الموصوف بالصفات، وإذا قلنا:«صفات الله تعالى قديمة»، أي: الصفات القائمة بالذات، وليس معنى ذلك أن الصفات قائمة بغير الموصوف.
والقول بأن صفات الله تعالى كلها قديمة؛ فيه نظر؛ لأن صفات الله تعالى منها: الذاتية، ومنها: الفعلية.
أما الصفات الذاتية؛ فإنها قديمة؛ لأنها لازمة لذات الرب تعالى.
وأما الصفات الفعلية؛ فلا يصح وصفها بالقِدم مطلقاً؛ لأنها تابعة لمشيئة الله ﷿، وما كان تابعاً لمشيئة الله تعالى؛ فلا يكون قديماً.
نعم يقال في جنس الفعل:«إنه قديم النوع، ولكنه حادث الآحاد»، وكذلك:«الكَلام».