للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اتفق النُظَّار (١) من مثبتة الصفات على أنه يعلم بالعقل - عند المحققين - أنه: «حي»، «عليم»، «قدير»، «مريد»، وكذلك «السمع»، و «البصر»، و «الكلام» يُثبت بالعقل عند المحققين منهم؛ بل وكذلك «الحب»، و «الرضا»، و «الغضب»؛ يمكن إثباته بالعقل.

وكذلك «عُلوه» على المخلوقات ومباينته لها ممَّا يعلم بالعقل، كما أثبتته بذلك الأئمة؛ مثل: أحمد بن حنبل وغيره، ومثل: عبد العزيز المكي (٢)، وعبد الله بن سعيد بن كُلَّاب (٣).


(١) من هنا إلى نهاية «القاعدة» ص ٥٦٧ لم يشرحه الشيخ؛ لأن معناه تقدم فيما مضى.
(٢) هو: ابن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم الكناني، روى عن: ابن عيينة، ومروان بن معاوية، وغيرهم، وعنه: الحسين بن الفضل، والقاسم بن خلاد.
وكان من أهل الفضل والعلم، له مصنفات عدة، وكان ممَّن تفقه بالشافعي، واشتهر بصحبته، قدم «بغداد» أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المرِيسي مناظرة في القرآن، وهو صاحب كتاب «الحيدة»، مات في حدود سنة ٢٤٠ هـ.
انظر: «تاريخ بغداد» ١٢/ ٢١٢، و «تهذيب الكمال» ١٨/ ٢٢٠، و «الوافي بالوفيات» ١٨/ ٣٤٨.
(٣) هو: أبو محمد القطان البصري، رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه، كان معاصراً للإمام أحمد، وكان يلقب كُلَّاباً؛ لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته.
قال شيخ الإسلام: «كان له فضل وعلم ودين». وقال: «صنف مصنفات رد فيها على الجهمية والمعتزلة وغيرهم، وهو من متكلمة الصفاتية، وطريقته يميل فيها إلى مذهب أهل الحديث والسنة؛ لكن فيها نوع من البدعة؛ لكونه أثبت قيام الصفات بذات الله ولم يثبت قيام الأمور الاختيارية بذاته؛ ولكن له في الرد على الجهمية - نفاة الصفات والعلو - من الدلائل والحجج وبسط القول ما بين به فضله في هذا الباب، وإفساده لمذاهب نفاة الصفات بأنواع من الأدلة والخطاب، وصار ما ذكره معونة ونصيراً وتخليصاً من شبههم لكثير من أولي الألباب حتى صار قدوة وإماماً لمن جاء بعده من هذا الصنف الذين أثبتوا الصفات =

<<  <   >  >>