للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالنَّجَّارية (١)، والضِّرارية (٢) يقربون من جهم في مسائل القدر، والإيمان، كما يقاربونه في نفي الصفات وتعطيلها.

أما الكُلَّابية، والأشعرية؛ فهم وإن كانوا خيراً مِنْ النجارية، والضرارية في باب الصفات لإثباتهم الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة؛ إلا أن أقوالهم في باب القدر، ومسائل الأسماء والأحكام؛ مقاربة لأقوال الجهمية، والنجارية، والضرارية، فعندهم جَبْرٌ، وإرجاء.

فالأشاعرة يقولون: «إن أفعال العباد مخلوقة لله، وهي كسب للعبد»، فهم يتحاشون أن تكون فعلاً للعبد؛ لأن «الفعل» عندهم؛ هو: «المفعول»، فهي أفعال لله - وليس عندهم فرق بين الفعل والمفعول -، وهي كسب للعبد!


(١) نسبة إلى: الحسين بن محمد بن عبد الله النجار، أحد كبار المتكلمين المعتزلة، له عدة مصنفات، مترجم في «الفهرست» ١/ ٢٢٩، و «سير أعلام النبلاء» ١٠/ ٥٥٤، وانظر بعض أقوله في: «مقالات الإسلاميين» ص ٢٨٣، و «أصول الدين» ص ٣٣٤، و «الملل والنحل» ١/ ٦٣.
(٢) نسبة إلى: ضرار بن عمرو القاضي، «مِنْ رؤوس المعتزلة، له مقالات خبيثة، وله تصانيف كثيرة تؤذن بذكائه، وكثرة اطلاعه على الملل والنحل، توفي في زمن الرشيد»، قاله الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ١٠/ ٥٤٤، و «ميزان الاعتدال» ٢/ ٣٢٨. وانظر بعض أقوله في: «مقالات الإسلاميين» ص ٢٨١، و «أصول الدين» ص ٣٣٩، و «الملل والنحل» ١/ ٦٤.

<<  <   >  >>