للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال بعض العلماء: «إن كسب الأشعري لا حقيقة له» (١)؛ لأنهم يقولون: «إنه لا أثر لقدرة العبد في فعله»، والكسب عندهم: «مقارنة الفعل للقدرة الحادثة»، فهم منكرون للأسباب، ولهذا فإن حقيقة قولهم: «إنكار قدرة العبد، ومشيئته واختياره»، وهذا هو قول جهم، إلا أن جهماً صرح بنفي ذلك مطلقاً، والأشاعرة لم يصرحوا بذلك؛ بل حاولوا التوفيق والتلفيق بين الحق والباطل.

وبيَّن الشيخ أن الأشعري سلك مسلك عبد الله بن سعيد بن كُلَّاب (٢)، ثم يقارن بين أصحاب ابن كلاب، والأشعرية؛ فيذكر أن أصحابَ ابن كلاب؛ كالحارث المحاسبي (٣)، وأبي العباس القَلَانِسي (٤)، ونحوهما؛


(١) قال ابن تيمية: «قال: جمهور العقلاء ثلاثة أشياء لا حقيقة لها: طفرة النَّظَّام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري».
«شرح الأصبهانية» ص ١٧١، وانظر: «مجموع الفتاوى» ٨/ ١٢٨، و «منهاج السنة» ١/ ٤٥٩ و ٢/ ٢٩٧، و «شفاء العليل» ص ٥٠ و ١٢٢.
(٢) تقدمت ترجمته في ص ٥٥٥.
(٣) هو: ابن أسد البغدادي الزاهد، صاحب التصانيف الزهدية، قال الخطيب البغدادي: «له كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانات، والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة»، وقال شيخ الإسلام: «كان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه، ثم قيل عن الحارث: إنه رجع عن قوله». مات سنة ٢٤٣ هـ.
«تاريخ بغداد» ٩/ ١٠٥، و «درء التعارض» ٢/ ٦، و «سير أعلام النبلاء» ١٢/ ١١٠.
(٤) هو: «أحمد بن عبد الرحمن بن خالد الرازي، من معاصري أبي الحسن الأشعري … من جملة العلماء الكبار الأثبات». قاله ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» ص ٢٩٣، وقال البغدادي في «أصول الدين» ص ٣١٠: «إمام أهل السنة .. زادت تصانيفه في الكلام على مائة وخمسين كتاباً»، ولم أجد له ترجمة في كتب التراجم، وله ذكر في الواقعة التي حدثت بين الإمام ابن خزيمة =

<<  <   >  >>