يذكر الشيخ هنا اختلاف الناس في أحكام الأفعال: هل يعرف حسنها وقبحها بالعقل؟ أو ليس لها حسن وقبح يعرف بالعقل؟
وهذه مسألة كبيرة تعرف بمسألة «التحسين والتقبيح»، أو «مسألة الحسن والقبح»(١)، أي: حسن الأفعال وقبحها.
فمِن الناس من جعل العقل مدركاً لحسن الأفعال وقبحها، ومنهم من أحَالَ معرفة حسن الأفعال وقبحها بالعقل، وزعم أن ذلك لا يدرك إلا بالشرع.
وقبل الخوض في ذلك يذكر الشيخ أن هناك أمراً متفقاً عليه بين الجميع؛ وهو: أن كون الفعل يلائم الفاعل أو ينافره؛ يعلم بالعقل،
(١) «منهاج السنة» ٣/ ٢٨، و «شرح الأصبهانية» ص ٧٠٣، و «أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل» ص ٩٠، و «الاحتجاج بالقدر» ص ٣٠٨، و «جامع المسائل» ٦/ ١٥٦، و «مفتاح دار السعادة» ٢/ ٢٤، و «مدارج السالكين» ١/ ٢٤٢.