للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسورةُ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد﴾ دلت على التوحيد في العلم والقولِ نصاً، وسورة ُ ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُون﴾ دلت على توحيد العبادةِ نصاً.

وقوله : ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُون (١)﴾ إلى آخر السورة، هذا خطاب لجميع الكفار بإعلان البراءة منهم، ومن عبادتهم، ومن معبوداتهم، وإعلان أن العبادة لله وحده لا شريك له، وهذا هو «توحيد العبادة».

وأما سورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد﴾؛ ففيها الإخبار بأن الله تعالى؛ هو: الأحد، الصمد، فاسمه «الأحد»؛ يدل على أنه واحد لا شريك له، ولا شبيه له في ذاته، وفي صفاته، وأسمائه، وأفعاله.

واسمه «الصمد» فُسِّر بأنه: «الذي لا يأكل ولا يشرب»؛ لأنه الغني، وفُسِّر بأنه: «السيدُ الكاملُ في سؤدده، وفي غناه، وفي حكمته، وفي علمه»، وأنه: «الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها» (١).

وقوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ فيه رد على اليهود، والنصارى، والمشركين الذين نسبوا إليه الولد.

وقوله: ﴿وَلَمْ يُولَد (٣)﴾ لأنه الأوَّل الذي ليس قبله شيء، فلا بداية لوجوده، أما المولود؛ فيكون موجوداً بعد العدم. وفي هذا النفي تأكيدٌ لأحديته، وصمديته.

وقوله سبحانه: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (٤)﴾ أي: لم يكن أحدٌ مِثلاً له سبحانه، فهي تشبه قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١].


(١) «تفسير الطبري» ٢٤/ ٧٣١ - ٧٣٦، و «تفسير ابن كثير» ٨/ ٥٢٨.

<<  <   >  >>