للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تجدونه في كتاب الله المنزل ثم قرأ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)(١). وذكر الحديث هكذا أورد هذا الحديث من هذا الوجه بهذا السياق، وهذا اللفظ واختصره، وقد أخرجه الترمذي والنسائي من حديث شعبة، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن زيد بن ظبيان، عن أبي ذرٍّ بأبسط من هذا السياق وأتم (٢)، وقد أوردناه في موضع آخر ولله الحمد.

وعن كعب الأحبار أنه قال: يقول الله تعالى لمحمد : "عبدي المتوكل المختار ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطابة، وملكه الشام، وأمته الحمادون يحمدون الله على كل حال، وفي كل منزلة لهم في دوي كدوي النحل في جو السماء بالسحر، يوضون أطرافهم ويأتزرون على أنصافهم صفهم في القتال مثل صفهم في الصلاة" ثم قرأ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)"رعاة الشمس يصلون الصلاة حيث أدركتهم لو على ظهر دابة" (٣). رواه ابن أبي حاتم.

وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ قال: كان رسول الله لا يقاتل العدو إلا أن يصافهم (٤)، وهذا تعليم من الله للمؤمنين. قال: وقوله تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ أي: ملتصق بعضه في بعض من الصف في القتال.

وقال مقاتل بن حيان: ملتصق بعضه إلى بعض (٥).

وقال ابن عباس: ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض (٦).

وقال قتادة: ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه؟ فكذلك الله ﷿ لا يحب أن يختلف أمره وإن الله صفَّ المؤمنين في قتالهم، وصفَّهم في صلاتهم، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به (٧)، أورد ذلك كله ابن أبي حاتم.

وقال ابن جرير: حدثني سعيد بن عمرو السكوني، حدثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن أبي بحرية قال: كانوا يكرهون القتال على الخيل ويستحبون القتال على الأرض لقول الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (٤)﴾ قال: وكان أبو بحرية يقول: إذا رأيتموني ألتفت في الصف فجئوا (٨) في لحيي (٩).


(١) سنده صحيح.
(٢) سنن الترمذي، صفة الجنة، باب ثلاثة يحبهم الله (ح ٥٧٠)، وقال الترمذي: والصحيح ما روي عن شعبة وغيره عن منصور عن ربعي بن خراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن النبي . وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (ح ٤٧١).
(٣) سنده ضعيف لإرساله ولأوله شواهد تقويه.
(٤) سنده ضعيف لإرساله.
(٥) معناه صحيح.
(٦) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
(٨) أي: ادفعوا.
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. (التقريب ص ٦٢٣).