للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الوسط) (١) بكل مسؤولية واقتدار، وبسطٍ للمسائل والأدلة، ناقلًا عن العلماء الذين سبقوه بكلِّ دقة وأمانة، فمن خلال دراسة الكتاب سيتضح للمسلم الموقف الصحيح، والمنهج الحق، الذي يجب عليه أن يقفه تجاه أهل البيت.

ومما يُعطي الكتاب أهميةً -في نظري-، أنَّ المكتبة الإسلامية تكاد تخلو من كتاب يعرض هذه القضية في ضوء منهج أهل السُّنَّة والجماعة، إذ الكتب المؤلَّفة في هذا الباب ذات اتجاهين:

الاتجاه الأول: كتب تجمع أخبار أهل البيت، وما جاء في فضائلهم، دون تمييز بين الصَّحيح والضَّعيف من هذه الأخبار، ومن أشهرها: كتاب "ذخائر العُقبى في مناقب ذوي القُربى"، للمحب الطَّبريِّ.

الاتجاه الثاني: كتب مشحونة بالبدع والمحدثات -تضع السُّمَّ في الدَّسم-، فهي تذكر فضائل أهل البيت، وتجمع الأحاديث الضَّعيفة والموضوعة والمنكرة، وتدعو صراحة إلى الغلو في أهل البيت، وتجيز التوسل والاستشفاع بهم، وطلب قضاء الحاجات، وكشف المصائب والكروبات منهم، واعتقاد أنَّ ذنوبهم مغفورة مهما فعلوا وارتكبوا من المعاصي والكبائر. ومن أشهر هذه الكتب "الشَّرف المؤبَّد لآل محمَّد" ليوسف بن إسماعيل النَّبهانيِّ.

أمَّا كتب الرَّافضة فهي مليئة بالبدع والشركيات، والكذب والبهتان والأخلوقات. وقد ردَّ على شيء منها وسدَّ هذه الثغرة الأُستاذ الشَّيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته (٢). فكان الواجب مجابهة هذا الاتّجاه الأخير، وبيان الحقّ في هذه القضية، ولو بجهد المقل بإخراج هذا الكتاب، وسدِّ حاجة المكتبة الإسلامية بكتاب من كتب أهل السُّنَّة بشيء من الخدمة والدِّراسة والتحقيق، فالحاجة مُلِحَّة.


(١) للحافظ السخاوي رسالة في ذم الغلو والإجحاف، والحث على الاعتدال والإنصاف، أسماها: "الجواب الذى انضبط عن (لا تكن حلوًا فتُسترط) ". وأنشد فيه لبعضهم (ص ٥٢):
عَليكَ بأوساطِ الأمُورِ فإنَّهَا ... نجاةٌ ولا تَركب ذَلُولًا ولا صَعبًا
(٢) يُذكر أن لإحسان إلهي ظهير -رحمه الله- عدة كتب في الرد على الشِّيعة الرافضة، من أشهرها: "الشيعة وأهل البيت"، و"الشيعة والتشيع"، و"الشيعة والقرآن" و"الشيعة والسنة"، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>