للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأقول وبالله تعالى التوفيق:

موقف السَّلف تجاه أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- موقف الإنصاف والاعتدال، وهو الحقُّ الحقيق بالاتِّباع، فهم بين الجافي والغالي، وهو الصَّواب البَحت، لتوسُّطه بين جانبي الإفراط والتفريط.

قال الشَّاعر:

هُمُ وَسَطٌ يَرضى الأنَامُ بِحُكمِهمْ ... إذا نَزَلَتْ إحْدى اللَّيالي بِمُعظم

فأهل السُّنَّة أسعد الناس بموالاة أهل البيت، يعرفون فيهم وصية النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالإحسان إليهم، ويعتبرون محبَّتهم واجبة محتَّمة على كلِّ فرد من أفراد الأُمَّة (١).

وسأذكر مجمل عقيدة أهل السّنَّة والجماعة في أهل البيت الكرام على سبيل الإجمال، ثم أسوق جملةً من كلام أئمة السَّلف وأهل العلم مرتَّبين حسب الترتيب الزمني في بيان هذه العقيدة، وبعد ذلك أذكر شرطين وضعهما أهل العلم لولاية أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا فُقِدَ شرطٌ منهما سقط حقّ الواحد منهم من الولاية والحبِّ والإكرام والتبجيل.

مجمل معتقد السَّلف في أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-:

١ - أهل السُّنَّة يُوجبون محبَّة أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويجعلون ذلك من محبَّة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويتولونهم جميعًا، لا كالرَّافضة الذين يتولون البعض، ويُفسِّقون البعض الآخر.

٢ - أهل السُّنَّة يعرفون ما يجب لهم من الحقوق، فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصَّلاة عليهم تبعًا للصَّلاة على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

٣ - أهل السُّنَّة يتبرؤون من طريقة النَّواصب الجافين لأهل البيت، والرَّوافض الغالين فيهم.

٤ - أهل السُّنَّه يتولون أزواج النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ويترضَّون عنهنَّ، ويعرفون لهنَّ حقوقهنَّ، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجه في الدُّنيا والآخرة.


(١) انظر: "الدين الخالص"، لصديق خان (٣/ ٣٥١، ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>