للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وإذْ قد بَان لك الصَّحيحُ في تفسير هذه الآية، فأقول:

قد جاءتِ الوَصِيَّةَ الصَّريحةُ بأهْلِ البَيْتِ في غيرها من الأحاديث:

٦٠ - فعن سليمان بن مِهْرَان الأعمش، عن عطيةَ بنِ سعد (١) العَوْفيِّ، وحبيب بن أبي ثابت، أولهما عن أبي سعيد الخُدْريِّ رضي الله عنه، وثانيهما عن زيد بن أرْقم رضي الله عنه قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتم به لنْ تَضِلُّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتابُ الله، حبلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض، وعِتْرَتي أهْلُ بَيتِي، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوضَ، فَانْظرُوا كيف تَخْلُفُوْني فيهما". أخرجه التِّرمذيُّ في "جامعه" (٢)، وقال: "حسن غريب" (٣)، انتهى.


= ويؤيِّد ضعفه ما جاء عن ابن عبَّاس في "الصحيح"، كما سبق، مِن أن المقصود بالآية؛ (إلَّا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة). ولذا صدَّر السَّخاوي الحديثَ بقوله: "يُروى"، وفي (م): "رُوِي"، مما يشير إلى تضعيفه له.
قلتُ: وأمَّا قول الحسن البصري في تفسير الآية، فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢٥/ ٢٥)، بإسنادٍ صحيح، ش طريق محمد بن جعفر -غندر-، عن شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن.
ومنصور بن زاذان، هو الواسطي، أبو المغيرة الثقفي. "ثقة ثبت عابد". التقريب" (ص ٩٧٢). وغُنْدَر وشعبة سبقا.
ورواه أيضًا (٢٥/ ٢٦)، من طريق يعقوب، حدَّثنا هُشَيْم، قال: أخبرنا عوف، عن الحسن.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ أيضًا.
يعقوب شيخ الطبري، هو ابن إبراهيم بن كثير، أبو يوسف الدَّورقي، إمام حافظ، روى عنه الجماعة. قال في "التقريب" (ص ١٠٨٧): "ثقة". وهُشَيْم سبق أنه ثقة كثير التدليس، وقد صرَّح ههنا بالتحديث. وعوف، هو ابن أبي جَميلة العَبْدي البصري "ثقة". "التقريب" (ص ٧٥٧).
(١) في الأصل و (م): عطية بن سعيد، والصواب ما أثبتُّه من (ز).
(٢) (٥/ ٦٢٢)، رقم (٣٧٨٨).
(٣) إسنادهُ حسنٌ شواهده ومتابعاته.
أخرجه في كتاب المناقب, باب مناقب أهل البيت، من طريق علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل, عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد رضي الله عنه. وبالإسناد نفسه عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت, عن زيد بن أرقم.
وأخرجه أبو الشَّيخ في "عواليه" رقم (١٩) من طريق غسَّان بن الرَّبيع، عن أبي إسرائيل، عن عطية به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>