ومما جعلني أُقْدِم على تسجيل هذا الموضوع، أنَّ الكتاب له قيمة علمية، فهو يناقش قضية مهمة، تتعلَّق بـ (أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-)، وهي متَّصلة اتِّصالًا مباشرًا بعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة.
فلقد انقسم الناس تجاه أهل الميت إلى طرفين وواسطة (غُلاة وجُفاة بينهما واسطة)، أمَّا الغُلاة فهم الرَّوافض، وأمَّا الجُفاة فهم النَّواصب الذين ناصبوا آل البيت العداء، وأمَّا الواسطة فهم أهل السُّنَّة والجماعة، والحمد لله.
فمن خلال دراسة الكتاب سيتَّضح للمسلم الموقف الصَّحيح، والمنهج الحقُّ الذي يجب أن يقفه تجاه أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
ومما يجعل الحاجة ملحَّة لتحقيق الكتاب وخدمته، أنَّ مذهب الرَّافضة -وهم من أعظم الغُلاة في أهل البيت- أصبح الآن مذهبًا سياسيًّا له ثِقَلُهُ في العالم، كما أنَّ له دعاته وأتباعه ومنظِّريه، فكان الواجب مجابهة هذا المدِّ الشِّيعي المحموم، وبيان الحقِّ في هذه القضية، ولو بجهد المقلِّ بإخراج هذا الكتاب، وسد حاجة المكتبة الإِسلامية بكتاب من كتب أهل السُّنَّة والجماعة بشيء من الخدمة والدِّراسة والتحقيق.
٣ - المكانة المرموقة التي احتلَّها المؤلف:
فإنَّ الحافظ السَّخَاويَّ -رحمه الله تعالى- من أساطين العلماء وجهابذتهم، خصوصًا في علم الحديث والإِسناد، وقد انتهت إليه معرفة الجرح والتعديل، حتى إنه قيل:"لم يأت بعد الحافظ الذَّهبيِّ مثله سلك هذه المسالك، وبعده مات فنُّ الحديث"(١).
فخدمة كتاب من كتب السَّخَاويِّ يضيف إلى المكتبة الإِسلامية كتابًا محرَّرًا متقنًا، لإِمام له شهرته الواسعة بين العلماء في تاريخ الإسلام.
٤ - رغبتي المُلحَّة في التحقيق وخدمة التُّراث الإِسلامي:
ذلك أنَّ أئمة الإِسلام تركوا تراثًا علميًّا عظيمًا، وأكثر هذا التراث لا زال مخطوطًا ومكنوزًا في زوايا المكتبات في شتى بقاع العالم، رغم شدَّة حاجة العلماء، والباحثين،