(١) لديَّ ههنا أربعة تعليقات حول "حديث الثَّقلين"، أودُّ أنْ أختمَ بها تخريجه؛ فأقول مستعينًا بالله تعالى: * التعليق الأول: أن المراد بالعِتْرة فى الحديث هم بنو هاشم، سواء كانوا علويين، أم جعفريين، أم عَقيليين، أم عبَّاسيين، ويُؤيِّد ذلك ماء جاء في بعض طرق الحديث: "وعِترَتي أهل بيتي"، خلافًا لما عليه جمهور الرَّافضة مِنْ أن المراد بهم الأئمة الإثني عشر عندهم! قال محمد حسن المظفر -وهو رافضىٌّ معاصرٌ- في كتابه: "الثَّقلان! الكتاب والعتْرة" (ص ١٢٧) بعد كلام طويل في تأكيد هذا التخصيص" ... فلا ريب إذن بعد إمعان النظر والفكر والرواية في أن الحديت الشَّريف لا يريد غير الأئمة الإثني عشر من أهل البيت، وهم الذين دلَّت الأخبار والآثار على ما لهم من علمٍ وفضلٍ، ومعرفه وصلاح لا يُدانيم فيها بشرٌ بعد الرسول (ص ١). وهم الذين ورثوا العلم والفضيلة عن الرَّسول عن الوحي عن الفيض الأعلى. وهم الذين بقيت سلسلتهم محفوظة بوجود المهدي المنتظر. وهم الذين يصدق عليهم إلى اليوم أنهم قرناء الكتاب، وأنَّ الثَّقَلين بوجود غائبهم ما زالا باقيين". اهـ كلامه. ومثله كلام السَّيِّد مهدي الصدر -وهو رافضيٌّ أيضًا- في كتابه: "أخلاق أهل البيت" (ص ٢٢٣)، إذ يقول: "ولا ريب أن المراد بأهل البيت عليهم السَّلام (! ) هم الأئمة الإثنا عشر المعصومون صلوات الله عليهم (! ) دون سواهم؛ لأنَّ هذه الخصائص الجليلة، والمزايا الفذّة، لا يستحقها إلَّا حجج الله تعالى على العباد، وخلفاء رسوله الميامين". وانظر ما قاله الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٤/ ٣٥٩). * التعليق الثاني: أنّ الثَّقَل الأصغرَ (العِتْرَة الطاهرة- أهل البيت) الذي أُمِرْنا بالتمسُّك به؛ هم العلماء منهم خاصة دون مَنْ سواهم. قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (١/ ١٦٤): "وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لن يتفرَّقا حتي يردا عليَّ الحوض)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإنْ أخذتم به لن تضلوا) واقعٌ على الأئمة منهم السَّادة لا على غيرهم، وليس بالمسيء المخلِّط قدوة؛ وكانن منهم المخلِّطون والمسيئون؛ لأنهم لم يغْروا من شهوات الآدميين، ولا عُصِمُوا عصمة النبيِّين. وكذلك كتاب الله تعالى من قبل، ما منه ناسخ ومنسوخ، فكما ارتفع الحكم بالمنسوخ منه، كذلك ارتفعت القدوة بالمخذولين منهم؛ وإنما يلزمنا الاقتداء بالفقهاء العلماء منهم بالفقه والعلم الذي ضمن الله تعالى بين أحشائهم، لا بالأصل والعنصر. فإنما يلي الأمر منا مَنْ فهم عن الله تعالى وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما يهم الحاجة إليه من العلم في أمر شريعته ... ". إلى أنْ قال رحمه الله تعالى: "وإنما أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما نرى إليهم؛ لأن العنصر إذا طاب (في =