للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٩ - وعن عُتْبَة بن عَبدٍ رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال:

"الخِلافَةُ في قُرَيْشٍ، والحُكْمُ في الأَنْصَارِ، والدَّعْوةُ في الحَبَشَةِ، والهِجْرَة في المسلمين، والمهاجرين، بَعْدُ (١) ". أخرجهما أحمد (٢).


(١) في (ح)، و (م)، و (ل)، و (ك)، و (هـ): (والمهاجرين بعده)، والتصويب من (ز)، وهو على الصواب في سائر المصادر التي خرَّجت الحديث.
(٢) إسنادُهُ حسن.
وقد مضى الكلام على سابقه. أخرجه في (٤/ ١٨٥)، من طريق الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبد، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد مرفوعًا.
الحكم بن نافع البَهراني "ثقة ثبت". "التقريب" (ص ٢٦٤). وإسماعيل بن عياش، هو ابن سُليْم العَنسَي، عالم الشام. وثَّقه يحيى بن معين، وجرحه ابن حبان. وقال فيه أبو حاتم: هو ليِّن، يكتب حديثه، لا أعلم أحدًا كفَّ عنه إلَّا أبو إسحاق الفزاري.
قلت: أكثر العلماء على أن روايته عن أهل بلده الشامين صحيحة، وعن غيرهم ضعيفة.
قال ابن معين: إسماعيل بن عياش ثقة فيما يرويه عن الشامين، وأما روايته عن أهل الحجاز؛ فإنَّ كتابه ضاع، فخلَّط عن المدنيين. وقال عثمان الدارمي عن دحيم: إسماعيل بن عياش في الشاميين غاية، وخلَّط عن المدنيين. انظر: "تهذيب التهذيب" (١/ ٢٩٠). ولذا قال الحافظ: صدوق في روايتة عن أهل بلده، مخلِّط في غيرهم. "التقريب" (ص ١٤٢).
وقال الخزرجي في "خلاصة تذهيب التهذيب" (ص ٣٥): "وثَّقه أحمد، وابن معين، ودحيم والبخاري، وابن عدي، في أهل الشام، وضعَّفوه في الحجازين".
قلت: وروايته التي بين أيدينا عن شاميٍّ مثله؛ فإنَّ ضمضم بن زرعة الحضرمي من أهل الشام، فهو حمصيّ، وثَّقه يحيى بن معين، وابن حبان، وابن نُمير. وقال الخطيب البغدادي، وأحمد بن محمد بن عيسى صاحب "تاريخ الحمصيين": لا بأس به. وقال الحافظ: صدوق يهم. ولم يضعِّفه سوى أبو حاتم فقال: ضعيف الحديث. انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٤٢٥)، و "تهذيب تاريخ دمشق" (٧/ ٤٠).
وشُريح بن عبيد، هو الحضرمي الحمصي. وكثير بن مرة، وهو الحضرمي الحمصي. كلاهما ثقة.
"التقريب" (ص ٤٣٤، ٨١٠). وعتبة بن عبد السلمي، صحابي جليل، عداده في أهل حمص. روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعنه ابنه يحيى، وخالد بن معدان، وحكيم بن عمير، وغيرهم. مات سنة (٨٧ هـ)، وقيل (٩١ أو ٩٢ هـ). "الجرح والتعديل" (٦/ ٣٧١)، و "تهذيب الكمال" (١٩/ ٣١٤).
• فائدة في تخصيص الأنصار بالحُكم: قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٤١٩):
"خصَّهم بالحُكم؛ لأن أكثر فقهاء الصَّحابة فيهم: منهم معاذ بن جبيل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وغيرهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>