للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان هشامُ بنُ إسماعيل (١) يُؤْذي زينَ العابدين على بنَ الحسين وأهْلَ بيته، يخطب بذلك، وينال من عليٍّ! فلمَّا وَلِيَ الوليدُ بنُ عبد الملك (٢) عَزَلَهُ، وأَمَرَ به أن يُوقفَ للنَّاس! فكان (٣) يقول: "لا والله، ما كان أحدٌ من النَّاس أهمَّ إليَّ من زين العابدين، كنت أقولُ رجلٌ صالحٌ يُسْمَع قوله، فَوُقِفَ للنَّاس". فجمع زينُ العابدين وَلَدَهُ وحَامَّتَه (٤)، ونهاهم عن التَّعَرُّض له. قال: وغدا مارًّا، فما عَرَضَ له. فناداهم (٥) هشام بنُ إسماعيل: " {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (٦) " (٧).


(١) هو هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، كان والي المدينة في خلافة عبد الملك بن مروان -وهو خال هشام بن عبد الملك- ثم عزله الوليد بن عبد الملك، وولَّى عمر بن عبد العزيز. وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب بالسِّياط! فمقته الناس. "تعجيل المنفعة" (ص ٤٨١).
(٢) هو الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأُمويّ، كنيته أبو العبَّاس. ولي الخلافة بعهد من أبيه سنة (٨٦ هـ). كان الوليد جبَّارًا ظالمًا، لكنه كان يُقيم الجهاد في أيَّامه، وفُتحت في خلافته فتوحات عظيمة. مات في جمادى الآخرة سنة (٩٦ هـ)، وعمره إحدى وخمسون سنة. "الجوهر الثمين" (١/ ٨٦)، و "تاريخ الخلفاء" (ص ١٩٧).
(٣) في (ز): (وكان)، بالواو.
(٤) حامَّة الإنسان: خاصَّته ومَنْ يقرب منه، وهو الحميم أيضًا. "النهاية" (١/ ٤٤٦).
(٥) كذا بالأصل، و (م)، و (ل) بالجمع، ووقع في (ز)، و (ك)، و (هـ)، بالإفراد: (فناداه)، وهو الموافق لما في "طبقات ابن سعد".
(٦) الأنعام (آية: ١٢٤).
(٧) إسنادُهُ تالفٌ.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٥/ ٢٢٠) من طريق الواقدي به. فيه متروك، ومتَّهم بالكذب، ومجهول.
أمَّا محمَّد بن عمر الواقديّ، تقدَّم أنه متروك الحديث. "التقريب" (ص ٨٨٢).
وابن أبي سبرة، هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة المدني القاضي الفقيه، فهو آفته. قال الإمام أحمد: كان يضع الحديث ويكذب! وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال النسائي: متروك. وقال ابن المديني: كان ضعيفًا. وقال مرَّة: كان منكر الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث.
وقال الحاكم: يروي الموضوعات عن الأثبات. وقال الحافظ: رموْه بالوضع. انظر: "التاريخ الكبير" (٨/ ٩)، و "المجروحين" (٣/ ١٤٧)، و"التهذيب" (١٢/ ٢٥)، و"التقريب" (ص ١١١٦). وأمَّا سالم مولى أبي جعفر؛ فإنه مجهول لا يعرف. "ميزان الاعتدال" (٣٦/ ١٦٩). =

<<  <  ج: ص:  >  >>