أمَّا صالح، فهو ابن بشير بن وادع المُرِّيُّ الزَّاهد الواعظ، أبو بشر البصريّ، لم يخرج له من الستة سوى الترمذي، وهو علة الحديث؛ فلقد غلب عليه الخير والصَّلاح حتى غفل من الإِتقان في الحفظ، فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التَّوهُّم، فيجعله عن أنس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! كما قال ابن حبان. ولذا تكلَّم فيه الأئمة، وترك بعضُهم حديثه: قال الإِمام أحمد: هو صاحب قصص، ليس هو صاحب حديث وآثار، ولا يعرف الحديث! وقال الفلَّاس: منكر الحديث جدًّا، يُحدِّث عن قوم ثقات أحاديث مناكير. وقال الجوزجاني: كان قاصًّا واهي الحديث. وقال ابن المديني: ليس بشيء، ضعيفٌ ضعيف. وقال النسائي وابن طاهر المقدسي: متروك الحديث. وقال البخاري: شكر الحديث. وقال أبو حاتم: شكر الحديث، يُكتب حديثه، وكان من المتعبِّدين، ولم يكن في الحديث بذاك القوي. وقال ابن حبان: ظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، واستحقّ الترك عند الاحتجاج. وقال أبو داود: لا يُكتب حديثه. وضعَّفه ابن معين، والدَّارقطنيُّ وابن حجر. انظر: "التاريخ الكبير" (٤/ ٢٧٣)، و"الجرح والتعديل" (٤/ ٣٩٦)، و"أحوال الرجال" (ص ٢٠٤)، و"سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني" (ص ٥٦)، و"سؤالات الآجري" (١/ ٣٦٣)، و"المجروحين" (١/ ٣٧٢)، و"تذكرة الحفاظ" (ص ١١٧)، و"ذخيرة الحفاظ" (١/ ٥٤٩)، و"ميزان الاعتدال" (٣/ ٣٩٧)، و"التقريب" (ص ٤٤٣). والحسن البصريّ، مشهور بالتدليس والإِرسال، وقد عنعنه، وتُكلِّم في سماعه من أنس بن مالك، ولكن صحَّح الإِمام أحمد، وأبو حاتم سماعه منه. انظر: "جامع التحصيل" (ص ١٩٨). وقد ضعَّف إسناده الحافظ العراقيّ في "تخريج أحاديث الإِحياء" (١/ ١١)، والسيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٣٨٢٧)، وتبعه المناوي في "الفيض" (٣/ ٤١٦) , والغماري في "المداوي" (٣/ ٤٥١)، والألباني في "ضعيف الجامع" رقم (٢٧٨٥). (١) قال العسكري كما في "فيض القدير" (٣/ ٤١٦): "ليس هذا من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل من كلام الحسن وأنس". وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يُوصله عن صالح المُرِّيّ غير عمرو بن حمزة، وغيره يرسله". ثم رواه عن الحسن مرسلًا (٥/ ١٧٩٣) فقال: حدَّثنا محمود بن عبد البر, ثنا الترجماني، ثنا صالح المُرِّيّ، عن الحسن، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ... وذكره. • وله رواية موقوفة على ابن عبَّاس رضي الله عنهما: =