وإذا كان السؤال غير موجب كان الجواب ببلى، ولا يجوز ها هنا نعم. قال الله تعالى:{ألست بربكم قالوا بلى}.
ومن ذلك: المنكب والمرفق، لا يفرقون بينهما. والمرفق: رأس الذراع الذي يلى العضد. والمنكب: رأس العضد الذي يلي الكتف.
ومما يضعونه غير موضعه قولهم: حمادى أن فعل فلان كذا فعلت أنا كذا فيجعلونه مثل: مقدار ومسافة، وما أشبه ذلك وقد يضعون هذه الكلمة أيضا موضع. بالحرى وإنما هي بمعنى: قصارى. يقال: حماداك أن تفعل كذا، أي قصاراك.
ومن ذلك: الخرطوم، يذهبون إلى أنه الفم. وليس كذلك. إنما الخرطوم: الأنف.
ويقال للعظيم الأنف: خرطماني. ووصف رجل من العرب ابنه فقال: كان والله أشرق خرطمانيا، إذا تكلم سال لعابه. والعرب تمدح بطول الأنف.
ومن ذلك: القدم، يذهبون إلى أنها مؤخر الرجل. وليس كذلك.
إنما القدم مقدمها، الأصابع، وما يليهن. قال الشاعر:
ولسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
هكذا الرواية: تقطر بالتاء، الدما بفتح الدال، وفي تقطر ضمير راجع إلى الكلوم، كأنه قال: تقطر الكلوم الدما. ويروى يقطر بالياء، ويكون الدما على هذه الرواية هو الفاعل، لأن فيه لغة على وزن قفا وعصا، تقول: