للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملحون، فليس الذي تكلم به كلام الله تعالى، وإنما هو كلامه، فصار كمن تكلم في الصلاة متعمدًا.

قلت أنا: فأما إظهار بعض المؤذنين التنوين عند الراء في قوله: أشهد أن محمدا رسول الله، فغير صواب أيضا، إلا أن الراء في هذا أخف من الياء والواو، لأن حفصا عن عاصم أظهر النون عند الراء في حرف واحد، وهو قوله تعالى: {وقيل من راق} ولكنه سكت على النون سكتة خفيفة، وهو يريد الوصل، وقال بعض أهل العلم: إنما أظهر وسكت تلك السكتة، ليفهم السامع أنهما كلمتان، إذ لو أدغم كما قرأ سائر الناس لأمكن أن يتوهم السامع أن من راق كلمة واحدة، وأنها فعال من مرق يمرق.

وسمعت من يقرأ: {وصوركم فأحسن صوركم} بتشديد الواو من قوله تعالى: {فأحسن صوركم}، وتشديدها لا يجوز. وسمعت من يخفف العين من قوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم} وتخفيفها لا يجوز، لأنه من قوله تعالى {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} يقال: دعه يدعه، إذا رفعه، على وزن: شده يشده.

ومنهم من يبالغ في إظهار النون الخفيفة والتنوين، عند العين وما أشبهها، حتى تصير إلى التشديد، فيقول يومئذن، في قوله تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}.

ورأيت بعض أئمة المساجد يتعمد الوف على قوله تعالى: {وإذا رأيت

<<  <   >  >>