للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر، وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي في اليوم الذي قتل فيه علي. فمن مثلي؟ فضرب به المثل، فقيل: أشأم من طويس، وأخنث من طويس.

ويقولون: الحديث شجون والحديث ذو شجون: أي ذو فنون وتشبث بعضه ببعض، يقال: شجر متشجن، إذا التقت بعضه ببعض واشتبك، والشجناء: الشعراء الملتفة. ومنه ما جاء في الحديث: الرحم شجنة من الرحمن أي قطعة، كأن اقتطاع اللفظة من اللفظة، اقتطاع لها منها. وأول من تكلم بالمثل ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. وكان من حديث ذلك فيما ذكر المفضل الضبي أن ضبة كان له ابنان، يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنفرت إبل ضبة تحت الليل وهما معها، فخرجا يطلبانها، فوجدها سعد، وذهب سعيد فلم يرجع، فجعل ضبة يقول بعد ذلك إذا رأى سوادا تحت الليل: أسعد أم سعيد، فذهب قوله مثلا. وأقام ما شاء الله. لا يعلم لسعيد بخبر، فبينا هو يسير يوما هو والحارث بن كعب في الأشهر الحرم، وهما يتحدثان، إذ مرا على سرحة، فقال الحارث: أترى هذا المكان، فإني قد لقيت فيه شابا من هيئته كذا وكذا، فوصف صفة سعيد، فقتلته وأخذت؟ بردا كان عليه، من صفة البرد كذا وكذا، فوصف البرد، وسيفا كان عليه. فقال له ضبة: ما صفة السيف؟ فقال: ها هوذا علي. فعرفه ضبة. ثم قال: إن الحديث لذو شجون فذهب مثلا. وضربه به حتى قتله، فلامه الناس في ذلك، فقالوا: قتلت رجلا في الأشهر الحرم. فقال ضبة: سبق السيف العذل فأرسلها مثلا.

وقال الفرزدق.

ولا تأمنن الحرب إن استعارها ... كضبة إذ قال الحديث شجون

ويقولون لما يستملحونه: " حديث خرافة" زعموا أن خرافة رجل من

<<  <   >  >>