للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا أن يكون في اول الاسم وسطه واو، كقولك: وغي، ونوى، فاكتبه بالياء على كل حال، ولا تمتحنه بشيء مما قدمته، لأن ألفه لا تكون منقلبة على واو، على ما ذكر الخليل.

وكذلك الفعل، بهذه المنزلة: إذا كان في أوله واو أو في وسطه، كقولك: وعي زيد العلم، وشوى عمرو اللحم، تكتبه أيضا بالياء على كل حال.

فأما الفعل الذي ليس في أوله واو، ولا في وسطه، فإنك ترده إلى نفسك، فإن ظهرت فيه الواو فاكتبه بالألف. نحو دعا، وغزا، ومحا، لأنك تقول: دعوت وغزوت ومحوت.

وإن ظهرت فيه الياء فاكتبه بالياء، نحو: مشى ورمى، وبكى، لأنك تقول: مشيت ورميت، وبكيت.

وكل ما يكتب بالياء فجائز أن يكتب بالألف.

فإذا أشكل عليك شيء من هذه الأسماء، فلم تدر أمن ذوات الواو هو أو من ذوات الياء فاكتبه بالألف، فلأن يقع في أحد الصوابين خير من أن يقع في الخطإ، لأن كتاب ذوات الواو بالياء خطأ، وليس كتاب ذوات الياء بالألف خطا، إلا أن الكوفيين يزعمون أن الامس إذا كان مضموم الأول أو مكسوره، كقولك: ضما، ورضا، وربا، جاز أن يكتب الياء، وإن كان أصله من الواو. ويجيزون تثنيته بالياء والواو جميعا.

وقال علي بن محمد بن منصور الأهوازي في كتاب علل العروض. وكان القدماء من النحويين يكتبون كل ما كانت في آخره ألف مقصورة بالألف على اللفظ، حتى أخرج المحدثون هذا الطريق الذي عليه الكتاب اليوم، ويقال إن أول من شرع فيه أبو عثمان المازني. انقضى كلام الأهوازي.

وكذلك الفعل المستقبل، تجريه مجرى الماضى، فتكتب يسعى بالياء، لأنك تقول: سعيت، وتكتب تضغا بالألف، لأنك تقول: صغوت،

<<  <   >  >>