للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشغوك مع فلان، أي ميلك. إلا أن يكون الفعل لما لم يسم فاعله، فإنك تكتبه بالياء على كل حال، وإن كان أصله الواو، نحو يغزي ويدعى، لأن ماضيه قد عاد إلى الياء في قولك: غزي ودعي، إلا أن يكون قبل آخره ياء، وهو مما سمي فاعله أو لم يسم فاعله، تكتبه بالألف، كراهة اجتماع ياءين، نحو قولك: يعيا زيد بأمره ويعيابه، ويحيا حياة طيبة، ويحيا.

وكذلك الأسماء في هذا بمنزلة الأفعال، تكتب الحيا، الذي هو المطر، بالألف، وإن كان من ذوات الياء كراهة اجتماع ياءين، كما كرهوا اجتماع ألفين، فكتبوا ذوات الواو بالياء، نحو شأي زيد عمرا، أي سبقه، وهو من شأوت. وكذلك بأي عليهم يبأي، إذا تكبد، فكتب بالياء، وهو من بأوت. قال الدينوري: لأنهم كرهوا أن يجمعوا بين صورتين قال: وهذا قول الكسائي والفراء. وأما أهل البصرة فيكتبونه بالألف على القياس.

فأما إذا كان الاسم على أربعة أحرف فأكثر، فأكبته بالياء، على كل حال، وإن كان من ذوات الواو، نحو: ملهى، ومدعى، ومستدني، إلا أن يكون أيضا قبل آخره ياء فلا تكتبه إلا بالألف، نحو معيا، ومحيا، ورؤيا، وسقيا، خلا يحيى الذي هو اسم، فإنهم قد أجمعوا على أن كتبوه بالياء، اتباعا للمصحف، وقال ابن ولاد: إنما كتبوه بالياء ليفرقوا بين الاسم والفعل، كقولهم: هو يحيا حياة طيبة.

وكذلك الفعل، إذا كان رباعيا فأكثر، فاكتبه أيضا بالياء، على كل حال، وإن كان أصله الواو، نحو قولك: ألهى زيد عمرا، وأغرى خالد بكرا، واستدعى أبوك أخاك، لأنك تقول: ألهيت وأغريت، واستدعيت. إلا أن يكون أيضا قبل آخره ياء، فلا تكتبه إلا بالألف، نحو: أحيا، فأعيا، واستعيا، للعلة المتقدمة.

فإن اتصل شيء من هذا كله بمضمر فاكتبه بالألف، نحو: مغزاك، ومغزاه ومرماكم، ومسعانا، وفتاوى، ورحاكما، ورماه فأصماه، وما أشبه

<<  <   >  >>