للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال كعب: واللَّه ما أنعم اللَّه علي من نعمة قط، بعد أن هدانى للاسلام، أعظم فى نفسى، من صدقى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن اللَّه تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحى شر ما قال لاحد: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. . . الى قوله تعالى {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}. . . قال كعب: خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- توبتهم حين حلفوا، فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم أمرنا، حتى قضى اللَّه فيه، فبذلك قال اللَّه: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس الذى ذكر اللَّه مما خلفنا عن الغزو، انما هو تخليفه ايانا، وأرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر اليه، فقبل منهم (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٥٨ - ٦٢/ ١١).
قلت أخرج البخارى هذا الحديث فى عدة مواضع من جامعه الصحيح. انظر المغازى إذ قال البخارى: (٤/ ٦) باب حديث كعب بن مالك وقول اللَّه عز وجل {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وأخرخ أيضًا باسناد آخر فى كتاب التفسير (٥٨/ ٦ - و ٥٩/ ٦). وفى كتاب الاحكام (٦٧/ ٩) تحت باب هل للامام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه، وفى كتاب الجهاد ٣٩/ ٤ تحت باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس. وأخرجه أيضًا فى المناقب فى صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١٥١/ ٤) وأخرجه أيضًا فى كتاب الأدب تحت باب ما يجوز من =

<<  <   >  >>