للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روؤف رحيم أن يهلكهم، فينزغ منهم الايمان بعد ما قد أبلوا فى اللَّه ما أبلوا مع رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصبروا عليه من البأساء والضراء (١).

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة: ١١٨.

قال أبو جعفر:

يقول اللَّه تعالى ذكره: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٥٤/ ١١) انظر المفردات فى غريب القرآن ص ٧٦. قال ابن كثير فى تفسيره (٢٥٧ - ٢٥٨/ ٤) مع البغوى قال مجاهد، وغير واحد: نزلت هذه الآية فى غزوة تبوك، وذلك أنهم خرجوا اليها فى شدة من الامر فى سنة مجدبة وحر شديد وعسر من الزاد والماء -وقال قتادة: خرجوا الى الشام عام تبوك، فى لهبان الحر على ما يعلم اللَّه من الجهد، أصابهم فيها جهد شديد، حتى لقد ذكر لنا أن الرجلين كان يشقان التمره بينهما، وقال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥١١/ ٣) قال المفسرون: تاب عليه من اذنه للمنافقين فى التخلف. وقال أهل المعانى: هو مفتاح كلام، وذلك انه لما كان سبب توبه التائبين، ذكر معهم. كقوله تعالي: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}. انظر الكشاف للزمخشرى (٥٧٠ - ٥٧١/ ١) والبحر المحيط لابى حيان (١٠٧ - ١٠٨/ ٥) وأسباب النزول للسيوطى ص ١٢٧. وروح المعانى للالوسى (٤١ - ٤٢/ ١١) قلت: لم تكن العسرة ساعة معينة فى الغزوة، بل المراد من الآية: الوقت كله الذى عاشوا فيه من البداية الى النهاية ومن خروجهم الى تبوك حتى رجوعهم الى المنازل.

<<  <   >  >>