للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والانصار، وعلى الثلاثة الذين خلفوا، وهؤلاء الثلاثة الذين وصفهم اللَّه فى هذه الآية بما وصفهم به فيما قيل، هم الآخرون الذين قال جل ثناءه: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فتاب عليهم عزّ ذكره، وتفضل عليهم. فتأويل الكلام اذن: ولقد تاب اللَّه على الثلاثة الذين خلفهم اللَّه عن التوبة، فأرجأ عمن تاب عليه، ممن تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٥٦/ ١١).
قال ابن الجوزى فى زاد المسير (٥١٢/ ٣): {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وقرأ أبو رزين، وأبو مجلز، والشعبى، وابن يعمر، "خالفوا" بألف. وقرأ معاذ القارئ وعكرمة، وحميد: "خلفوا" بفتح الخاء واللام المخففة. وقرأ أبو الجوزاء، وأبو العالية: خلفوا بفتح الخاء واللام مع تشديدها. وهؤلاء هم المرادون بقوله: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ}، وقال القرطبى فى تفسيره (٢٨١/ ٨): تحت هذه الآية: قيل خلفوا عن التوبة، وهو منقول عن مجاهد وأبى مالك. وقال قتادة: عن غزوة تبوك. وحكى عن محمد بن زيد معني خلفوا تركوا لان معني خلفت فلانا تركته وفارقته قاعدًا عما نهضت فيه. ثم قال: والثلاثة الذين خلفوا: هم كعب بن مالك، ومرارة بن ربيعه العامرى، وهلال بن امية الواقفى، وكلهم من الانصار، وقد أخرج البخارى ومسلم وغيره حديثهم ثم ذكر الحديث بطوله نقلا عن مسلم. انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (٢٥٨ - ٢٦٦/ ٤). وفتح البيان (٢١٣ - ٢١٤/ ٤) انظر روح المعانى للالوسى (٤٢ - ٤٥/ ١١) فانه نسب اخراج حديث كعب بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه. الى عبد الرزاق فى مصنفه، وأبو بكر بن أبى شيبة ايضا فى مصنفه وأحمد والبخارى، ومسلم والبيهقى، عن طريق الزهرى.

<<  <   >  >>