للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو جعفر:

حدثنى المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنى معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} قال: كانو عشرة رهط تخلفوا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، فلما حضر رجوع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أوثق سبعة منهم أنفسهم بسوارى المسجد، وكان ممر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا رجع فى المسجد عليهم، فلما رآهم قال: من الموثقون أنفسهم بالسوارى؟ قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له، تخلفوا عنك يا رسول اللَّه حتى تطلقهم، وتعذرهم، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأنا أقسم باللَّه لا أطلقهم ولا أعذرهم، حتى يكون اللَّه هو الذى يطلقهم، رغبوا عنى، وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين" فلما بلغهم ذلك، قالوا: ونحن باللَّه لا نطلق أنفسنا حتى يكون اللَّه الذى يطلقنا، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} وعسى من اللَّه واجب، فلما نزلت، أرسل اليهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأطلقهم وعذرهم (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٢ - ١٣/ ١١).
قلت: أورد هذه الرواية ابن الجوزى فى زاد المسير (٤٩٤/ ٣) ولا يخفى عليك أن هذه الرواية منقطعة. ثم ضعف أبى صالح الذى هو عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث بن سعد قال الحافظ فى تقريب التهذيب: صدوق كثير الغلط، ثبت فى كتابه، وكانت فيه غفلة من العاشرة انظر التقريب (٤٢٣/ ١) انظر الدر المنثور للسيوطى (٢٧٢/ ٣) فإنه نسب اخراج هذه الرواية لابن المنذر،=

<<  <   >  >>