للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذى تطلقهم، وترضى عنهم، وقد اعترفوا بذنوبهم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: واللَّه لا أطلقهم حتى أؤمر باطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يكون اللَّه هو يعذرهم، وقد تخلفوا عنى ورغبوا بأنفسهم عن غزو المسلمين وجهادهم، فأنزل اللَّه برحمته {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وعسى من اللَّه واجب، فأطلقهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعذرهم، وتجاوز عنهم. (١)

وقال أبو جعفر: وقال آخرون: الذين ربطوا أنفسهم بالسوارى كانوا ثمانية، ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد، قال ثنا يعقوب (٢) , عن


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٣/ ١١).
قلت: إن هذا الحديث لم يصح بهذا الاسناد لانه اسناد ضعيف جدا ورواته لا تقوم به الحجة ولا هو صالح للمتابعات والشواهد لانه قائم علي سلسلة الضعفاء انظر الدر المنثور للسيوطى فإنه أشار الي هذه الرواية (٢٧٢/ ٣) وقال أخرج ابن جرير الطبرى وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وأبى مردويه، والبيهقى فى الدلائل, عن ابن عباس ثم ذكر النص. وهكذا جاء فى زاد المسير لابن الجوزى (٤٩٤/ ٣). والقرطبى فى تفسيره (٢٤٢/ ٨) والقاسمى (٣٢٤٧/ ٨) وذكره الواحدى فى أسباب النزول ص ١٧٤ وفتح القدير للشوكانى (٣٧٩ - ٣٨١/ ٢) والزمخشرى فى الكشاف (٥٦٧/ ١) والبحر المحيط لابى حيان (٩٤ - ٩٥/ ٥) وروح المعانى للالوسى (١٢ - ١٣/ ١١) وابن كثير فى تفسيره مع البغوى (٢٣٣ - ٢٣٤/ ٤).
(٢) أما يعقوب فهو يعقوب بن عبد اللَّه بن سعد الاشعرى، أبو الحسن القمى بضم القاف وتشديد الميم، صدوق يهم من الثامنة مات سنة ١٧٤/ خت عم انظر التقريب (٣٧٦/ ٢).

<<  <   >  >>