للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيد بن أسلم، {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال: هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسوارى، منهم كردم ومرداس وأبو لبابة (١).

وقال أبو جعفر: وقال آخرون: كانوا سبعة. ذكر من قال ذلك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ذكر لنا أنهم كانوا سبعة رهط تخلفوا عن غزوة تبوك، فأما أربعة فخلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. جد بن قيس، وأبو لبابة،


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٤/ ١١).
قلت: هذا الاثر: معضل ضعيف، من كلام زيد بن أسلم العدوى ذكره الحافظ فى التقريب (٢٧٢/ ١) ولا تقوم به الحجة لأن فيه محمد بن حميد الرازى وهو حافظ ضعيف وأشار السيوطى فى الدر المنثور الى هذا الاثر بقوله (٢٧٣/ ٣) أخرج ابن أبى حاتم، عن ابن زيد بن أسلم ثم ذكر الاثر بطوله. ولم ينسب اخراجه الى ابن جرير الطبرى. كذا القرطبى فى تفسيره (٢٤٢/ ٨) وابن كثير مع البغوى (٢٣٣/ ٤).
قلت: كل هذه الاثار لا تقوم الحجة بها وسوف يأتى ترجيح أبى جعفر بين هذه الاثار ويذهب الى الاقوال الصحيحة فى ذلك، وهو قول من نزلت فى المعترفين بخطأ فعلهم فى تخلفهم عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتركهم الجهاد معه، والخروج لغزو الروم حين شخص الى تبوك، وان الذين نزل فيهم جماعة، أحدهم أبو لبابة. وقال ابن كثير ٣٨٥/ ٢ فى تفسيره وهذه الآية وان كانت نزلت فى اناس معينين، الا أنها عامة فى كل المذنبين المخلطين المتلوثين، واللَّه تعالى أعلم.

<<  <   >  >>