للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعين على تفسير كتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قال عز من قائل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١) وقال أيضا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢) وكما صح عن الصديقة بنت الصديق رضي اللَّه تعالى عنهما فيما روى عنها سعد بن هشام رحمه اللَّه تعالى قال: سألت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها، فقلت: أخبرينى عن خلق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقالت رضي اللَّه عنها: كان خلقه القرآن (٣).

فالآيتان الكريمتان والحديث وما فى معناها، يدل دلالة واضحة على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان صورة واضحة، ومثالا حيا، لما جاء به كتاب اللَّه تعالى من أحكام، وآداب، ومعاملات، فبقى الحال -برهة من الزمن- فى العهد النبوى الشريف، وفيما بعد من الخلافة الراشدة، -على أحسن ما يرام، لقرب العهد به -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم تطاول الوقت، وكر الدهر، -وللَّه فى ذلك حكمة بالغة- فاتى على المسلمين


(١) سورة الاحزاب رقم الآية (٢١).
(٢) سورة آل عمران رقم الآية (٣١).
(٣) رواه أحمد فى مسنده (٤٥، ٩١، ١١١، ١٦٣، ١٨٨/ ٦) ومسلم فى صحيحه فى كتاب المسافرين، وأبو داود فى سننه فى كتاب التطوع، والترمذي فى جامعه فى كتاب البر، والنسائي فى سننه فى قيام الليل، وابن ماجه فى سننه، كتاب الاحكام، والدارمي فى سننه، كتاب الصلاة.

<<  <   >  >>