للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عهد وقعت فيه الكارثة العظمى، والمصيبة الكبرى، مصداقا لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: فيما روى عنه عمرو بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه، قال: "فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكنى أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت علي من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم، كما ألهتهم" (١).

فظهر هذا اللهو واضحًا جليًا فى حياة المسلمين بعد أن فقدوا تلك القيادة الرشيدة العالمية، فاستغل الاعداء الماكرون -من اليهود عليهم لعائن اللَّه، ومن لف لفهم من أمم الشرق والغرب فرصة اللهو هذه، فوجهوا خلالها تلك الطعنات الخبيثة، الى صميم رسالتنا الخالدة، والى حاملها -صلى اللَّه عليه وسلم-، والى أصحابه البررة الكرام، والى كل من حمل هذا العلم صافيا نقيا.

فأول ما بدأ به هؤلاء الاوباش هو أن أوجدوا جماعة كبيرة فى صفوف المسلمين، بعد أن غذوها غذا ماديا الحاديا يمكن أن يحولوا به مجرى التاريخ الاسلامى الحافل، الى ما أرادوا به من ايقاع الفتن، والشرور، والاضطراب، والى كل ما من شأنه أن لا تبقى هذه الأمة المجيدة على اصالتها، وروحها الطاهرة النقية المهذبة عن طريق الوحى السماوى، ورسالتها السامية الخالدة.


(١) أخرجه البخارى فى الصحيح، فى عدة مواضع: الجزية (١) مغازى (١٢) رقاق (٧) ومسلم فى الزهد، حديث رقم (٦) الترمذى فى السنن، القيامة، وابن ماجه فتن (١٨) ومسند الامام أحمد، (١٣٧/ ٤، ٣٢٧/ ١).

<<  <   >  >>