للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن مجاهد {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} قال: نزلت فى أبى لبابة، قال: لبنى قريظة ما قال (١).

قال أبو جعفر: وقال آخرون: بل نزلت فى أبى لبابة بسبب تخلفه عن تبوك حدثنا محمد بن عبد الاعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: قال الزهرى: كان أبو لبابة، ممن تخلف عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية فقال: واللَّه لا أحل نفسى منها، ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت، أو يتوب اللَّه عليّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا، حتى خر مغشيا عليه، قال: ثم تاب اللَّه عليه، ثم قيل له: قد تيب عليك يا أبا لبابة فقال: واللَّه


(١) انظر تفسير ابن جرير الطبرى (١٥/ ١١).
قلت: أخرج ابن جرير الطبرى أربعة آثار مقطوعة من كلام مجاهد فى تفسيره (١٥/ ١١) باسانيد بعضها صحيحة، وبعضها حسنة ومنها ما قال، وأشار الى حلقه: ان محمدا ذا يحكم ان نزلتم على حكمه. ويذهب الحافظ ابن حجر الى أن مرسل إذا اعتضد بمرسل آخر يتقوى وتقوم به الحجة وكثيرا ما يقول الحافظ بذلك بشرط أن يكون كلا المرسلين صحيحى الاسناد. وقال الحافظ أبو عمرو فى الاستيعاب (١٦٧ - ١٦٨/ ٤) قال: كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - فى غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية وقال واللَّه لا أحل نفسى منها، ولا أذوق طعاما، ولا شرابا، حتى يتوب اللَّه عليّ أو أموت فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا، حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب اللَّه عليه ثم أبو عمر بن عبد البر أورد هذه الرواية نقلا عن الزهرى. قلت: وأنا أرى أن الآية نزلت فى أبى لبابة وفى نفر كانوا تخلفوا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك. واللَّه تعالى أعلم.

<<  <   >  >>