للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا أحل نفسى حتى يكون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحلنى، قال: فجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فحله بيده، ثم قال أبو لبابة: يا رسول اللَّه: ان من توبتى أن أهجر دار قومى التى أصبت فيها الذنب، وانخلع من مالى كله صدقة الى اللَّه والى رسوله، قال: يجزيك يا أبا لبابة الثلث (١).

قال أبو جعفر: وقال بعضهم: عنى بهذه الآية الاعراب. وذكر من قال ذلك. حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} قال: فقال أنهم من الاعراب (٢).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٥/ ١١).
قلت: هذا الاثر مقطوع باسناد صحيح الى الزهرى، وقد أورد الاثر ابن عبد البر فى الاستيعاب (١٦٧ - ١٦٨/ ٤) فى ترجمة أبى لبابة.
قلت: لم يشر السيوطى الى هذا الاثر فى الدر المنثور (٢٧٣/ ٣) وكذا الشوكانى فى فتح القدير (٣٨٣/ ٢) وأورده القرطبى فى تفسيره معلقا (٢٤٢/ ٨) ولم ينسبه الى الزهري. وسكت عنها الامام ابن كثير فى تفسيره (٣٨٥/ ٢) وكذلك القاسمى (٣٢٤٧ - ٣٢٥١/ ٨) وأشار الالوسى فى روح المعانى الى هذه الرواية بقوله وقيل نزلت فى أبى لبابة عندما تخلف عن تبوك انظر التفسير (١٢ - ١٣/ ١١).
وقال الرازى فى التفسير الكبير (١٧٥ - ١٧٦/ ١٦) روى أن الآية نزلت فى ثلاثة: أبى لبابة، مروان بن عبد المنذر، واوس بن ثعلبة، ووديعة بن حزام، وقيل كانوا عشرة ثم ذكر المسائل تتعلق بالتخلف وما يترتب عليه من المصائب على المتخلفين وانهم عالة على المجتمع الاسلامى فيجب معالجتهم وعدم موالاتهم.
(٢) تفسير ابن جرير الطبرى (١٥ - ١٦/ ١١).=

<<  <   >  >>