للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال اللَّه تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} التوبة: ٥٢.

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قل


= لا يدرك عرضهما، فاعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه الا عمله وتوكل توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب اللَّه له. ومما أخرج أيضا أبو الشيخ عن مطرف رضي اللَّه تعالى عنه قال: ليس لاحد أن يصعد فوق بيت فيلقى نفسه ثم يقول: قدر لى ولكن نتقى ونحذر فإن أصابنا شئ علمنا أنه لن يصيبنا الا ما كتب اللَّه لنا. انظر مسند الإمام أحمد (٣١٧/ ٥ - ٤٤٢/ ٦) انظر سنن أبى داود فى كتاب اتباع السنة والترمذى فى كتاب القدر رقم ١٠ انظر مقدمة ابن ماجه وتفسير ابن كثير مع البغوى (١٨١/ ٤) وتفسير القرطبى (١٥٩/ ٨) والبحر المحيط لابى حيان (٥٠ - ٥١/ ٥) والكشاف للزمخشرى (٥٥٦/ ١) وزاد المسير لابن الجوزى (٤٥٠/ ٣) والخازن (٣١٧/ ٢) - وفتح القدير للشوكانى (٣٥٢/ ٢) وقال السيد قطب فى ظلال القرآن: (٧٣/ ١٠) فماذا يتربص المنافقون بالمؤمنين؟ إنها الحسنى على كل حال النصر الذى تعلو به كلمة اللَّه، فهو جزاءهم فى هذه الارض. أو الشهادة فى سبيل الحق والدرجات العليا عند اللَّه. ماذا يتربص المؤمنون بالمنافقين؟ انه عذاب اللَّه يأخذهم كما أخذ من قبلهم من المكذبين، أو يبطش المؤمنين بهم كما وقع من قبل للمشركين {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} والعاقبة معروفة. . . والعاقبة للمؤمنين. ثم يقول السيد قطب عليه رحمة اللَّه: والاعتقاد بقدر اللَّه، والتوكل الكامل عليه لا ينفيان اتخاذ العدة بما فى الطوق، وذلك أمر اللَّه الصريح: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} وما يتكل على اللَّه حق الاتكال من لا ينفذ أمر اللَّه. قلت: على المؤمن أن يتخذ الاسباب ويعد العدة سواء نال النصر أو لم ينله فأمره كل خير. انظر ما قاله الالوسي فى روح المعانى (١١٥/ ١٠) تحت هذه الآية الكريمة.

<<  <   >  >>