للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عمر قال: قال رجل فى غزوة تبوك فى مجلس، ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونا، ولا أكذب السنا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل فى المجلس: كذبت، ولكنك منافق، لاخبرن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فبلغ ذلك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونزل القرآن، قال عبد اللَّه بن عمر: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. تنكبه الحجارة، وهو يقول: يا رسول اللَّه انما كنا نخوض ونلعب، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (١).

قال اللَّه تعالى: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} التوبة: ٦٦.

قال أبو جعفر: يقول اللَّه تعالى ذكره لنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم {لَا تَعْتَذِرُوا} بالباطل، فتقولوا: كنا


= عليه الصلاة والسلام والطعن فيه {بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} -أى اظهاركم الايمان هذا وما قبله لأن القوم منافقون فأصل الكفر فى باطنهم ولا ايمان فى نفس الامر لهم. واستدل بعضهم بالآية على أن الجد واللعب فى اظهار كلمة الكفر سواء ولا خلاف بين الائمة فى ذلك. انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (٢٠٣ - ٢٠٤/ ٤) وزاد المسير لابن الجوزى (٤٦٤ - ٤٦٥/ ٣). وتفسير القاسمى (٣١٩٣ - ١٣٩٦/ ٨) انظر فى ظلال القرآن للسيد قطب (٨٥ - ٨٦/ ١٠). قال ابن هشام (١٦٨/ ٤) فى سيرته: وقد كان رهط من المنافقين، منهم وديعة بن ثابت اخو بنى عمرو بن عوف يشير الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو منطلق الى تبوك ثم ذكر الرواية معلقة.
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٧١ - ١٧٢/ ١٠).

<<  <   >  >>